قادة الثورة
ثورة 23 يوليو 1952 هي
انقلاب عسكري بدأ في
23 يوليو،
1952 في
مصر بواسطة مجموعة من
الضباط أطلقوا على أنفسهم
تنظيم الضباط الأحرار ، وأطلق على الثورة في البداية "حركة الجيش" ، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو. وأسفرت تلك الحركة عن طرد
الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية. وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب
محمد نجيب.
نص كتاب أنور السادات و جمال عبد الناصر .. أسرار الثورة المصرية(1) انقر على الصورة للمطالعة
تنظيم الضباط الأحرار
جمال عبد الناصرعلى اليسار، واللواء محمد نجيب في الوسط
بعد حرب
1948 و ضياع
فلسطين وفضيحة الاسلحة الفاسدة ظهر تنظيم الضباط الاحرار في الجيش المصري بزعامة جمال عبد الناصر و في الثالث و العشرين من يوليو
1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح نجح في السيطرة على الامور في البلاد و السيطرة على المرافق الجيوية في البلاد و اذاع البيان الاول للثورة بصوت
انور السادات وفرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الامير احمد فؤاد و مغادرة البلاد في 26 يوليو
1952 وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن ادارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الاحرار ثم الغيت الملكية واعلنت الجمهورية في
1953
أسباب قيام الثورة
تتلخص أسباب قيام ثورة 23 يوليو في التالي:
- إستمرار الملك فاروق في تجاهله للأغلبية واعتماده على أحزاب الأقلية.
- قيام اضطرابات داخلية وصراع دموي بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي وعبد الهادي.
- قيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة.
- عرضت قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة ولم يصدر مجلس الأمنقرارا لصالح مصر.
- تقليص حجم وحدات الجيش الوطني بعد فرض الحماية البريطانية على مصر وارسال معظم قواته الى السودان بحجة المساهمة في اخماد ثورة المهدي.
- اغلاق المدارس البحرية والحربية.
- سوء الحالة الاقتصادية في مصر.
- الظلم وفقدان العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب وسوء توزيع الملكية وثروات الوطن.
- سفاهة حكم الملك فاروق وحاشيته في الانفاق والبذخ على القصر وترك الشعب يعاني.
الإنگليز في مصر قبل الثورة
منذ أن أحتل
الإنگليز مصر في عام
1882 إلى منذ قيام
الثورة في عام
1952 كان
الإنجليز هم القوى الرئيسية في البلاد التي أثرت على مجرى الأحداث والتي ظلت بقية القوى السياسية الأخرى تشكل وتخضع لها حقيقة أن معظم الباحثين والدارسين لتاريخ
مصر في تلك الفترة قد درجوا على وصف الحياة السياسية في
مصر في تلك الفترة بأنها كانت صراعا بين قوى ثلاث،
الإنجليزوالقصر، الشعب إلا أن
الإنجليز دون القوى الأخرى كان لهم الفوز الأكبر والسيطرة الفعلية شبه الكاملة على البلاد
فالإنجليز قد احتلوا البلاد بقوات عسكرية هزمت القوات العسكرية
المصرية على أثر ثورة عرابي عام
1881 تحت دعوى إنقاذ العرش الذي استنجد
بالإنجليز حماية له من جيشه الوطني وهنا يهمنا التركيز على نقطة أن دخول
الإنجليز إلى
مصر كان بناء على الاستجابة إلى رغبة القصر وبعد الدخول في معركة حربية ضد الجيش
المصري تلك الاستجابة التي لم تكن بعد ذلك في عام
1952 فأدت إلى جلاء القوات البريطانية جلاء تاما بعد ذلك بأربع سنوات.
فنتيجة استجابة
الإنجليز لرغبة القصر (الخديوي توفيق) في الوقوف ضد جيشه الثائر ودون الدخول ي تفاصيل أسباب موافقة
الإنجليز على الاستجابة لطلب الخديوي توفيق أن أحتل
الإنجليز مصر بعد هزيمة الجيش
المصري والقبض على زعيم
الثورة ونفيه خارج البلاد ومن الممكن القول بأن بجانب احتلال
الإنجليز لمصر في عام
1882 فقد ظهرت ثلاث نتائج أخرى نتيجة لأحداث عام
1882.
أولا تحطيم الجيش
المصري والعمل بعد ذلك على عدم قيام جيش
مصري من الممكن أن يشكل تهديدات للقصر وطبعا
للإنجليز وبذلك لم يعد الجيش يشكل قوة سياسية في البلاد حتى جاء التوقيع على
معاهدة 1936 وكان من أهم نتائج المعاهدة التوسع في حجم الجيش مرة أخرى مما أدى إلى دخول عناصر جديدة من الطبقة الوسطى إلى الجيش ولأول مرة بعد أن كان مقصورا على الطبقات العليا فكان ما مكان قبل ذلك حين دخل أنباء الفلاحين لأول مرة إلى الجيش بعد أن كان مقصورا على الأتراك والشراكسة وغيرهم من أبناء غير الفلاحين وإذا كان
الإنجليز بعد احتلالهم مباشرة
لمصر في عام
1882 قد وضعوا نصب أعينهم عدم السماح بتقوية الجيش خشية تكرار أحداث
1881 إلا أنهم ولظروف جو مختلفة وتحت ضغوط دولية ومحلية اضطروا إلى السماح ولو بقدر يسير للغاية للجيش أن يتوسع في عام
1936 فكانت النتيجة ثورة
1952 وتحرك الجيش ضد القصر مرة أخرى.
ثانيا: رغم أن
الإنجليز قد دخلوا البلاد بناء على رغبة وحماية للعرش ونفذوا مخططهم في احتلال البلاد تحت هذه الحجة إلا أنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن القصر باستبداده وفساده كان المسئول الأول عن ثورة
1881 لذلك وضع
الإنجليز نصب أعينهم سياسة مزدوجة تقوم أساسا على تحجيم دور القصر من ناحية الاعتماد على قوى أخرى غير القصر من ناحية أخرى حتى لو اضطر الأمر إلى إنشاء مثل هذه القوى في حالة عدم وجودها
فالإنجليز كانوا يعلمون أن القصر كان مصدر عدم استقرار وإن ارتباطهم بالقصر لن يتيح لهم حكم البلاد حكما سليما فبجانب ارتباط
الإنجليز بقوى مكروهة شعبيا مما يعني توجيه عوامل السخط والغضب الشعبي ضد
الإنجليز وهذا ما كان يعمل
الإنجليز على تجنبه حصرا على علاقتهم بالشعب
المصري ضمانا لاستمرارهم في احتلال البلاد فإنهم أيضا كانوا يعلمون أن القصر كمؤسسة غير قابلة للإصلاح ولذلك لا يمكن الاعتماد عليها في حكم البلاد أو حتى محاولة إصلاحها في المستقبل على أمل أن تساعدهم في حكم البلاد لذلك سارع
الإنجليز فور احتلالهم
لمصر إلى عدم إعطاء القصر الدور الذي كان يتطلع إليه عند مساندة
الإنجليز له وإن كان توفيق قد أصبح مطية في يد
الإنجليز عرفنا لهم بالجميل والشكر على إنقاذهم إياه لعرشه إلا أن خلفوه بدءا من عباس فالسلطان حسين
فالملك فؤاد ثم فاروق عن هؤلاء لم يشعروا بنفس درجة العرفان التي شعر بها جدهم توفيق نحو
الإنجليز وكانوا يشعرون أنهم أصحاب سلطة حقيقية وحق شرعي في حكم البلاد وليس
الإنجليز وما دور
الإنجليز إلا حماية للعرش فقط وهذا طبعا ما لم يرضه
الإنجليز فالإنجليز أتوا لاحتلال البلاد إنقاذا لعرش ملك أهوج فاسد فقط بل لسياسة بعيدة المدى هي جزء من السياسة الخارجية
الإنجليزية ككل وعلى هذا الأساس ما كانت العلاقة بين القصر
والإنجليز علاقة وئام دائما بل أنه كثيرا ما شابها الاصطدام والتنافس والصراع وليس أدل على ذلك من حادثة الحدود في عهد الخديوي عباس وانتهاز فرصة
الحرب العالمية الأولى في اسطنبول لعزله ثم فرض
دستور 1923 على
الملك فاروق بل إن رأي السير مايلز لاجسون المندوب السامي سابقا) السفير البريطاني في
الملك فاروق لم يكن يخفي على أحد، حيث كان يحتقره أشد الاحتقار ويمسه بالولد نكاية عن سوء تربيته والإسراف في تدليله لذلك فإن الحفاظ على شخص الملك أيا كان لم يكن هدفا أصلا في السياسة البريطانية مما ظهر أثره في عام
1952 كما سنرى بعد قليل وإن حماية القصر ما كانت سوى حجة لتنفيذ سياسة أو سع وأبعد مدى من مجرد التدخل العسكري.
[1]
ثالثا: بناء على ما سبق سعى
الإنجليز إلى كسب وفئة اجتماعية جديدة تكون خير سند لهم في حكم البلاد وحليفا أقوى من مؤسسة القصر التي كانت السبب في قيام ثورة شعبية
1881 والأغلب أنها كانت سبب ثورات شعبية أخرى وكان مجموع الفلاحين من المعدمين البؤساء لا حول لهم ولا قوة.
ورغم دعوى
الإنجليز المستمرة بأنهم أصدقاء هؤلاء الفلاحين وما أتوا أصلا إلا لرفع الظلم الواقع على كاهلهم من الباشوات الأتراك إلا أن الفلاحين بأعدادهم الغفيرة وقلة تنظيمهم كانت تحول بينهم وبين أن يكونوا سندا قويا فعالا
للإنجليز ومن هنا كانت الحاجة إلى خلق تقوية مجموعة جديدة يمكن أن تلعب هذا الدور وكان هؤلاء هم ملاك الأراضي الزراعية الجدد الذين بدأوا في الظهور بشكل قوي في حوالي منصف القرن الماضي حتى أشتد عددهم في نهاية القرن بفضل تأييد
الإنجليز ودعمهم وأصبحوا يشكلون العامة الأساسية لحكم البلاد بجانب القصر بل منافسا له أحيانا (
دستور 1923 ) وأكبر سند ونصير للاحتلال البريطاني ودون الدخول في تفاصيل ظهور هذه الطبقة وتطورها وعلاقاتها مع
الإنجليز والقصر فإن هذه الطبقة لعبت الدور المطلوب منها تماما طيلة النصف الأول من هذا القرن في قيام
الثورة في عام
1952.
عمل
الإنجليز على القضاء على الجيش وتحجيم دور القصر وتقوية دور كبار ملاك الأراضي الزراعية إلا أن هذه السياسة ذات الأبعاد الثلاثة بدأت تظهر عليها أعراض التغير حين سمح
لمصر بعد توقيع
معاهدة 1936 بإعادة بناء جيشها ولو بقدر محدود، وثانيا حين وصل الملك إلى درجة من الاستهتار والفساد بحيث أصبح الخلاص منه ضرورة تحتمها مصلحة
الإنجليز أنفسهم، وأخيرا حين أصبح أيضا كبار الملاك الزراعيين من أهم أسباب السخط والتذمر في البلاد. فنتيجة لتطور علاقات الملكية في
مصر منذ ظهور الملكية الخاصة في الأرض الزراعية (أي في منتصف القرن الماضي) وحتى منتصف القرن الحالي، أن أصبح حوالي نصف في المائة فقط من السكان يملكون حوالي نصف الأراضي الزراعية مما شكل خللا اجتماعيا كبيرا ظهرت أثاره في انتشار العديد من الأفكار التي تدعو إلى
الإصلاح الاجتماعي بعضها معتدل مثل
الدعوة التي أطلقت في مجلس الشيوخ من أجل تحديد الملكية الزراعية وبعضها متطرف مثل الدعوة الشيوعية وكان
الإنجليز وخاصة بعد
الحرب العالمية الثانية وظهور
الاتحاد السوفيتيكقوة رئيسية على المسرح الدولي.
أشد ما يكونون خوفا من انتشار نفوذ
الاتحاد السوفيتي على المسرح الدولي من خلال عقيدتهم السياسية، أي الشيوعية ذات البريق الجذاب في البلاد التي تعاني من خلل خطير في هيكلها الاجتماعي وفقرا مدقعا حين تكون الشيوعية أكثر قبولا وانتشارا عنها في المناطق الأخرى وهكذا وصل
الإنجليزإلى نتيجة مؤداها أن
مصر بنظامها السياسي القائم على مؤسسة القصر التي يرأسها ملك فاسد ونظامها الاجتماعي وعمادها طبقة من كبار ملاك الأراضي الزراعية الجشعين الذين يرفضون حتى محاولات
الإصلاح الاجتماعي وعمادها طبقة من كبار ملاك الأراضي الزراعية الجشعين الذين يرفضون حتى محاولات
الإصلاح الاجتماعي المعتدلة قد أصبحت مهيأة تماما لاستقبال الشيوعية وإذا كانت الشيوعية تمثل الخطر الأول على الإمبراطورية البريطانية على صعيد العالم فإن
مصر من الممكن أن تكون إحدى نقاط الضعف التي ينفذ منها النفوذ الشيوعي.
لذلك كان
الإنجليز مع أي دعوة جدية للإصلاح بهدف منع المد الشيوعي.
ولا شك أن
الإنجليز يعلمون أن البلاد تمر بحالة غليان واختبار ثوري فأعوام 45- 50 كانت مليئة بأحداث العنف والاضطرابات الاجتماعية ثم كانت عودة
الوفد إلى الحكم
حريق القاهرة في
يناير 1952 التي كانت دلائله الاجتماعية والسياسية لا تخفي على أحد وما كان الجيش بعيدا عن ذلك بل أنه من الملاحظ أن التقارير البريطانية التي سبقت
الثورة كانت تتحدث دائما عن وجود حالة سخط وتذمر داخل صفوف الجيش ولكن لم يؤخذ الأمر مأخذ الجد فإن الكلام أو التحاليل
الإنجليزية ذهبت كلها إلى احتمالات عودة
الوفد مرة ثانية إلى الحكم بدون الإشارة ولو من بعيد إلى احتمال تكرار أحداث عراي في عام
1882 ولكن من 20
يوليو أرسلت السفارة البريطانية في
القاهرة بتقرير سري للغاية إلى وزارة الخارجية البريطانية في لندن تتحدث فيها عن بعض الشائعات غي المؤكدة حول تحرك عدد من وحدات الجيش في اتجاه
الإسكندرية وما يقال حول رفض عدد من ضباط الجيش
المصريينإطاعة الأوامر ثم يتحدث التقرير عن احتمال قيام تمرد عسكري وتكون هذه أول مرة يشار فيها إلى مثل الاحتمال وما سيؤدي إليه من فوضى لا محالة ثم تتوالي التقارير بعد ذلك صبيحة أو فجر 23
يوليو.
مبادئ الثورة
جمال عبد الناصر
قامت الثورة على مبادئ ستة كانت ههي عماد سياسة الثورة و هي:
- القضاء على الاقطاع
- القضاء على الاستعمار
- القضاء على سيطرة راس المال
- بناء حياة ديمقراطية سليمة
- بناء جيش وطني
مميزات ثورة يوليو
- ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء.
- قيام الثورة بجيل جديد من الضباط والشبان بقيادة جمال عبد الناصر وكان امرا جديدا في عالم الانقلابات العسكرية التي كان يقوم بها عادة قادة الجيوش واصحاب الرتب الكبيرة.
- كان تشكيل الضباط الاحرار ذا طبيعة خاصة لا تنفرد باتجاه معين ولا تنتمي لحزب سياسي واحد فلقد كانوا من مختلف الاتجاهات السياسية.
- اكتساب الثورة تأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة.
- لتخاذ قرار حل الاحزاب والغاء دستور 1923 بعد ستة اشهر من قيام الحركة والالتزام بفترة انتقال محددة هي ثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهوري جديد.
- تميزت الثورة بالمرونة وعدم الجمود في سياستها الداخلية لصالح الدولة حيث لم تجمد سياسة الثورة الخارجية في مواجهة الاستعمار بعد رفض امريكا امدادها بالسلاح وسحب عرضها في بناء السد العالي واتجهت الثورة الى اطراف اخرى من اجل تنفيذ المشروعات القومية.
- وفي المجال السياسي تبنت الثورة فكرة القومية العربية ، وسعت إلى مساندة الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار ، وحققت الوحدة مع سوريا واليمن ، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكافة صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا ، وكان لمصر دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز. [2]
أعضاء محكمة الثورة حسن ابراهيم وأنور السادات وعبد اللطيف البغدادي رئيسا
خطة ثورة يوليو
كانت الأخبار قد وصلت الى جمال عبد الناصر بنية القصر بالقبض على 13 من الضباط المنتمين للتنظيم والاتجاه لتعيين حسين سري وزيرا للحربية فاجتمع مجلس قيادة حركة الجيش او ثورة الثالث والعشرين من يوليو كما سميت فيما بعد لاقرار الخطة التي وضعها زكريا محي الدين بتكليف من جمال عبد الناصر ومعاونه عبد الحكيم عامر حيث تقوم الكتيبة 13 بقيادة احمد شوقي المكلف بالسيطرة على قيادة القوات المسلحة في سرية كاملة وقرروا ان تكون ساعة الصفر –الساعة الواحدة -ليلة الاربعاء 23 يوليو 1952واتفق الضباط ايضا على ان يكون مركز نشوب الثورة في منطقة ثكنات الجيش من نهاية شارع العباسية الى مصر الجديدة واتفقوا على الترتيبات الاخيرة.
غير ان خطا في ابلاغ
يوسف صديق قائد ثان الكتيبة 13 بساعة الصفر تسبب في نجاح الثورة حيث تحرك صديق بقواته في الساعة الحادية عشرة واستطاع السيطرة على مجلس قيادة القوات المسلحة في كوبري القبة واعتقال كل من قابلهم في الطريق من رتبة قائم مقام فما فوق كما كانت تقضي الخطة ومراكز القيادة بالعباسية والاستيلاء على مبنى الاذاعة والمرافق الحيوية بالقاهرة واعتقال الوزراء.
[3]
بيان ثورة يوليو
صورة تجمع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة
(اجتازت مصر فترة عصبية في تاريخها الاخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تاثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين واما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتامر الخونة على الجيش وتولى امرهم اما جاهل او خائن او فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير انفسنا وتولى امرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد ان مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب اما عن راينا في اعتقال رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب واني اؤكد للجيش المصري ان الجيش كله اصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من اية غاية وانتهز هذه الفرصة واطلب من الشعب الا يسمح لاحد من الخونه بان يلجا لاعمال التخريب او العنف لان هذا ليس في صالح مصر وان أي عمل من هذا القبيل يقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس واني اطمئن اخواننا الاجانب على مصالحهم وارواحهم واموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق اللواء اركان حرب محمد نجيب).
ترحيل الملك فاروق
المقالة الرئيسية:
فاروق الأول
وتم تكليف علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد اقالة وزارة الهلالي باشا التي لم يكن قد مضى على تشكيلها يوم واحد ثم قام الثوار صباح الثالث والعشرين بالاتصال بالسفير الامريكي لابلاغ رسالة الى القوات البريطانية بان الثورة شان داخلي وكان واضحا في البيان الاول للثورة التاكيد على حماية ممتلكات الاجانب لضمان عدم تدخل القوات البريطانية الى جانب القصر ثم واصل الثوار بعد ذلك اتخاذ خطواتهم نحو السيطرة على الحكم وطرد الملك واجبروه على التنازل عن العرش الى ولي عهده ابنه الرضيع احمد فؤاد وقد تم ترحيل الملك واسرته الى ايطاليا على متن
يخت المحروسة.
جمال عبد الناصر
المقالة الرئيسية:
جمال عبد الناصر
ظاهريا كان قائد الحركة التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء
محمد نجيب ولكن الخلاف بينه وبين
جمال عبد الناصر جعل الأخير يزيحه عام
1954و يحدد اقامته محمد نجيب في منزله لفترة من الوقت تولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من
1954 حتى وفاته عام
1970.
ساند عبد الناصر حركات التحرر العالمي ساند عبد النصر حركات المد القومي العربي من اجل هدف الوحدة العربية فدخل في وحدة مع سوريا تعتبر الوحدية من نوعها في تاريخ العرب المعاصر من عام
1958 إلى عام
1961 تاريخ الانفصال كما ساند جبهة التحرير في الجزائر و ساند ثورة
اليمنضد الحكم الملكي بقوات عسكرية وصلت إلى حد ان الجيش المصري كان مشاركا فعليا في
حرب اليمن.
قام عبد الناصر باتباع المنهج الاشتراكي في الحكم فقام بتاميم المصانع و الشركات الكبرى في عام
1961
كانت من اهم منشآت الثورة
السد العالي الذي حمى مصر من الفيضانات و موجات الجفاف المتتالية و من اجل بناء
السد العالي امم عبد الناصر
قناة السويس في عيد الثورة الرابع في
1956 مما كان سببا في قيام اسرائيل بالتعاون مع فرنسا و بريطانيا بالهجوم على مصر في الحرب التي اشتهرت
بالعدوان الثلاثي.
أعضاء مجلس قيادة الثورة في المؤتمر العام للعمال 29 / 10 / 1954
أعضاء مجلس قيادة الثورة
أعضاء مجلس قيادة الثورة
انجازات الثورة
الانجازات المحلية
الانجازات السياسية
- تأميم قناة السويس
- استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على ايدي المستعمر المعتدي
- السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي
- اجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر الى ايطاليا
- الغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية
- توقيع اتفاقية الجلاء بعد اكثر من سبعين عاما من الاحتلال
- بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين
انجازات ثقافية
- أنشأت الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الابداع الذي احتكرته مدينة القاهرة وهو ما يعد من أهم وأبرز انجازاتها الثقافية.
- انشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والاوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.
- رعاية الاثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية التي انشاها النظام السابق ثقافي.
- سمحت بانتاج افلام من قصص الادب المصري الاصيل بعد ان كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والافلام الأجنبية.
انجازات تعليمية
- قررت مجانية التعليم العام واضافت مجانية التعليم العالي.
- ضاعفت من ميزانية التعليم العالي.
- اضافت عشرة جامعات انشئت في جميع انحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط.
- انشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.
انجازات اقتصادية واجتماعية
- تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا اشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأالعدالة الاجتماعية.
- أسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما اصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952.
- قضت على الاقطاع وانزلت الملكيات الزراعية من عرشها.
- مصرت واممت التجارة والصناعة التي استاثر بها الاجانب.
- الغاء الطبقات بين الشعب المصري واصبح الفقراء قضاة واساتذة جامعة وسفراء ووزراء واطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.
- قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل.
- حررت الفلاح باصدار قانون الاصلاح الزراعي.
- قضت على السيطرة الراسمالية في مجالات الانتاج الزراعي والصناعي.
الإصلاح الزراعي
وبعد أن تم القضاء على الملك، أهم ركائز السياسة
الإنجليزية في
مصر كانت الخطوة التالية للثورة هي القضاء على الركيزة الثانية للاحتلال
الإنجليزيوهم ما أسمته
الثورة بالإقطاع أي كبار ملاك الأراضي الزراعية الذين كانوا يحتكرون الأرض والحياة السياسية في البلاد وقد قيل الكثير عن سوء توزيع الملكية الزراعية في البلاد، وما كان يعني ذلك من خلل اجتماعي رهيب بدأت أثاره تظهر في شكل مصادمات بين الفلاحين وكبار الملاك والسلطات المحلية في بعض القرى.
ورغم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلا أن كبار الملاك الذين شكلوا النخبة السياسية الحاكمة وقتئذ قد أصموا أذانهم عن أي دعوة للإصلاح والتغيير حتى بدأ قمة كبار الملاك الزراعيين أنفسهم من
الإنجليز يقلقون من تفاقم الأوضاع وقصر نظر الطبقة الحاكمة مما كان يعني ليس فقط ضياع كبار الملاك بل حماتهم أيضا.
وكان طبعا الخطر الذي يخشاه
الإنجليز أكثر من غيره هو خطر انتشار الشيوعية، وليس هناك تربة أكثر خصبا لانتشار الشيوعية من سوء توزيع الثروة القومية حيث يستفحل الفقر والجهل والمرض في حين تزداد الطبقة الحاكمة ثراء وتزداد الطبقة المحكومة فقرا وهذا ما كان يحدث في
مصرعشية قيام
الثورة في 23
يوليو عام
1952 وهنا نجد أن موقف
الإنجليز أنفسهم كان مذبذبا إلى حد كبير منهم من جهة يعلمون علم اليقين أنه لا بديل عن
الإصلاح الزراعي إذا أرادوا تجنيب البلاد الشيوعية ولكن في نفس الوقت كان السؤال أي إصلاح زراعي؟ ولا شك أنهم ما كانوا يودون تطبيق إصلاح زراعي راديكالي لإنقاذ البلاد من الشيوعية فإن أي إصلاح زراعي جذري كان بالنسبة
للإنجليز لعدم تطبيق الشيوعية دون الإعلان عنها وهذا ما كان لا يرضى عنه
الإنجليز بطبيعة الحال.
ليس أدل على موقف
الإنجليز هذا من تعليق الخارجية البريطانية على مذكرة رئيس الوزراء البريطاني بشأن
مصر في 26
أغسطس عام
1952 أي قبل إصدار قانون
الإصلاح الزراعي في 9
سبتمبر من ذلك العام حين كتبت الخارجية
الإنجليزية تقول أنه يجب تأييد جهود
محمد نجيب للإصلاح الزراعي وإعادة كسب ثقة الشعب
المصري في الحكومة الجديدة وعدم تأييد كبار الملاك ولا شك في نية
علي ماهر الصادقة في
الإصلاح لكن حماس الضباط من أجل اكتساب شعبية قد يدفعهم إلى اتخاذ خطوات غير عملية مثال ذلك الإعلان عن استصلاح مساحات شاسعة من الصحراء في حين أن وزير المالية أعلن أن
نجيب قد استقطع 40 مليون جنيه من ميزانية العام القادم من أجل إنقاذ
مصر من الإفلاس
وحزب الوفد يعارض مثل هذا البرنامج وبالتالي فإن فرص اعتماد الجيش على جماعات متطرفة مثل
الإخوان ستكبر وفي نفس المذكرة يكتب سيتم توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين وإلا سقطت
مصر في أيدي الشيوعيين وأملنا الوحيد في تلك اللحظة هو
علي ماهر.
فخلاصة القول كانت في رأي
الإنجليز هو أنه يجب عليهم تأييد
علي ماهر ونجيب وخطة
الإصلاح ولكن بشكل دستوري ولا يجب عليهم أن يظهروا بمظهر الحماة لكبار الملاك فسياستهم تقوم منذ أيام
كتشنر على مساعدة الفلاحين وأنه يجيب إدخال
الولايات المتحدة في خطة إنجاح
نجيب وبذلك رست السياسة
الإنجليزية في
مصر في ذلك الوقت عند تأييد
الإصلاح الزراعي ولكن في إطار رسوم ترضى عنه
بريطانيا وفي 26
أغسطس يصف تقرير إنجليزي أخر موقف
علي ماهر بأنه ضعيف وكيف كان يجب عليه أن يكون أقوى من ذلك وأن يظهر بمظهر المدافع عن
الإصلاح وكيف أن دور
انجلترا في هذه اللحظة هو في كيفية جعل هذا
الإصلاح ناجحا وكان الصراع بين أعضاء مجلس
الثورة من جانب
وعلي ماهر الذي شكل أول وزارة بعد
الثورة من جانب أخر قد بدأت أثاره تظهر على السطح
فعلي ماهر كان في النهاية من ينتمون إلى العهد السابق وكانت نظرة الضباط الشبان وكان على السفارة البريطانية لما لها من وزن في
مصر خاصة وسط السياسيين القدامى من أمثال
علي ماهر أن تحدد موقفها.
وكان لقرار
الإنجليز بتأييد جهود
الإصلاح الزراعي وإشراك
الولايات المتحدة معهم وانعكاسات ظهرت أثارها بعد ذلك بين
انجلترا نفسها
والولايات المتحدة فيأتي السفير البريطاني في 20
أغسطس أن السفير الأمريكي قد قابل
محمد نجيب وأعضاء
مجلس قيادة الثورة في عشاء وحذر من المغالاة في
الإصلاح الزراعي ثم يقابل السفير البريطاني
علي ماهر بعد ذلك ويحمل نفس رسالة السفير الأمريكي وكان
على ماهر قد اقترح في ذلك الوقت بتحديد الملكية الزراعية بـ 500 فدان وترك الباقي للتخلص منه خلال 5 سنوات على أن يكون الإيجار 21 جنيها طالما بقيت الضريبة 3 جنيهات ثم يخلص السفير البريطاني بعد ذلك إلى أنه من الأنسب ترك
علي ماهر يحل مسألة
الإصلاح الزراعي بطريقته وأن يقتصر دور
الإنجليز على تقديم أي مساعدة فنية تطلب منهم.
وقد نشرت جريدة
الديلي إكسبرس اللندنية خبر لقاء السفير البريطاني مع
علي ماهر في صورة تحذير ضد تسلل الشيوعية تحت دعوى
الإصلاح وقد اشتكى
علي ماهر للسفير البريطاني من تدخل الجيش في تشكيل وزارته ومن برنامج
الإصلاح الزراعي الذي يدعو إلى تحديد الملكية الزراعية بحد أقصى مائتا فدان، وأن ذلك سيكلف خزانة الدولة سندات بـ220 مليون جنيه وسيربك مالية البلاد ويحبط رأس المال الأجنبي كما اشتكى من أن اتصالات الجيش مع
الأمريكان قد أعطت الجيش ثقة بأنهم مؤيدون تماما من قبل
أمريكا التي ستحميهم من أي تدخل إنجليزي وقد بدأت أثار التدخل الأمريكي تظهر وتأتي بمفعولها حين أخبر السفير الأمريكي زميله البريطاني أن
مجلس قيادة الثورة بدأ يفقد صبره لتأجيل برنامج
الإصلاح الزراعي وأن المجلس قد أوضح للسفارة الأمريكية أنه إذا لم يتم تحقيق أي تقدم سريع في برنامج
الإصلاح الزراعي فإن المجلس سيستغني عن
علي ماهركرئيس للوزراء ويحل محله السنهوري الذي يتمشى مع هواهم تماما وقد نصح السفير الأمريكي أعضاء المجلس بالاعتدال والصبر ونجح في الحصول على وعد منهم بأنهم لن يتخذوا أي إجراء ضد
علي ماهر دون إعطاء السفير الأمريكي فكرة قبلها على الأقل بأربع وعشرين ساعة بناء على ذلك أرسل السفير الأمريكي فكرة إلى
علي ماهر يحذر فيها من مخاطر التأخير في تنفيذ برنامج
الإصلاح الزراعي ويعلق السفير البريطاني في تقريره أنه طبقا لما جاء بصحف صباح ذلك اليوم (5
سبتمبر 1952) فقد استقبل
علي ماهر مندوبين عن ملاك الأراضي الزراعية في اليوم السابق (4
سبتمبر1952) الذين وافقوا من حيث المبدأ على تحديد الملكية الزراعية على أن يقدموا اقتراحاتهم حول طرق تنفيذ ذلك من خلال 48 ساعة ثم يذكر السفير
الإنجليزي أنه سيقابل
علي ماهر في اليوم التالي وسيثير معه نفس الموضوع الذي أثاره من قبل السفير الأمريكي وسيعرض مساعدته في تقديم المشورة والنصح حول توزيع الأراضي الزراعية ذاكرا له خبرة
بريطانيا في ها المجال من قبل في كل من
ألمانيا الاتحادية وتجربة التعاونيات.
وفي تقرير مطول عن الأوضاع الداخلية في
مصر يؤكد السفير البريطاني أن
علي ماهر قد وافق على إصلاح زراعي جذري كما يطالب به من أسماهم بالمتطرفين ونجح في تثبيت أعضاء حكومته حين أعيد تشكيلها (المقصود هنا
6 سبتمبر 1952) ولكن إذا قدم
علي ماهر تنازلا ضد إرادته أي في اتجاه
الإصلاح الزراعي فمن غير المحتمل في رأي السفير البريطاني أولا أن يلتزم به لفترة طويلة ثانيا لأن الضغوط التي على
علي ماهر من قبل المتطرفين ستستمر لو سار في طريق
الإصلاح الزراعي وأن
علي ماهر أن يسير بشكل أسرع لو أراد الاحتفاظ بثقة الجيش ويكون من صالح
بريطانيا أن تحذره من مخاطر التردد فلو أزيح
علي ماهر من مكانة كرئيس للوزراء فقد يحل محله
السنهوري رئيس مجلس الدولة أو
سليمان حافظ الذي يرى الجيش أنهما أكثر التزاما بخطة من
علي ماهر، وذلك يعني أن ميزان القوى قد انقلب أكثر من الحكومة إلى صالح الجيش وأن الحكومة قد أصبحت مجرد واجهة مدنية لتطبيق الإجراءات المتطرفة التي يريدها الجيش وأن الحكومة قد أصبحت مجرد واجهة مدنية لتطبيق الإجراءات المتطرفة التي يريدها الجيش وكثير من هؤلاء المتطرفين في الجيش قصيري النظر وعديمي الخبرة ولذلك ستشهد الساحة صراعا بين
الإصلاحيين الحزبيين من أمثال
علي ماهر وهؤلاء المسيطرون على
مجلس قيادة الثورة الذين يدركون مدى حدود إصلاحاتهم المرتقبة ويشعرون بالمسئولية تجاه الأمن العام للبلاد والتطور الطبيعي للاقتصاد وعلى الجانب الآخر هناك المترفون في الجيش
والإخوان المسلمون
والوفد الذين يريدون الإسراع عن انهيار اقتصادي وهذه المجموعة من المتطرفين تنشر في جميع الأوساط والجماعات السياسية واحتمالات توحدها ليست بعيدة وتزداد الصورة تعقيدا إذا أخذنا في الاعتبار المؤامرات والانقلابات والقوى المضادة للإصلاح الزراعي ويكمل السفير تحليله للموقف بأنه لا يعول كثيرا على مقاومة مسلحة من قبل كبار ملاك الأراضي الزراعية واتباعهم تجاه برنامج
الإصلاح الزراعي فهو لا يعتقد أن كبار ملاك الأراضي الزراعية قد ضيق الخناق عليهم وأنهم سيؤيدون أي معركة مناهضة للجيش تستطيع إخراجهم من مأزقهم هذا ويكمل السفير قائلا أنه يظهر أنه لو طبقت إجراءات جذرية فإن ذلك يؤدي إلى تداعي الإجراءات الأكثر راديكالية التي ستظل موجودة ويطالب بها المتطرفون أما عن الفلاحين فإن أمالهم في الإثراء السريع ستصاب بإحباط والعمال سينتظرون ثورة اجتماعية بعد
الإصلاح الزراعي أسوة بما حدث للفلاحين في النهاية فإن الضباط المسيطرين على
مجلس قيادة الثورة قد أظهروا اعتدالا حتى هذه اللحظة في المسائل الداخلية وأن حركة الجيش قد أفرزت نوعية من الرجال لم يتوقعه أحد والخطر أن هؤلاء المعدلين داخل
مجلس قيادة الثورة والجيش سيفقدون مواقعهم إذا فشل برنامج
الإصلاح الزراعي لصالح العناصر المتطرفة الذين سيتحولون إلى الهجوم على
بريطانيالتغطية فشلهم الداخلي لذلك فالنظام الجديد بحاجة ملحة إلى إثبات نجاحه في محاولته
الإصلاحية الأولى لذلك يجب نصح رئيس الوزراء بعدم التشدد ويجب على
انجلترا أن تدرس مساعدات عملية ممكن أن تقدمها للمعتدلين كالإفراج عن احتياطي الاسترليني الخاص
بمصر في بنوك لندن حتى تستطيع البلاد أن تستمر لموسم الحصاد مع تقديم الخبراء اللازمين في مجال
الإصلاح الزراعي أو غيره إلخ وإذا لم يفشل
الإصلاح الزراعي بشكل عنيف فمن الممكن أن نرى أن عودة تدريجية للحياة
الدستورية فقد أعلن
مجلس قيادة الثورة عن انتخابات نيابية خلال أشهر قليلة ومع موقف الجيش المدعم للإصلاح الزراعي بدأت تظهر أثار ذلك بصدور قانون معدل للانتخابات كل هذه العوامل مجتمعة قد تفرز مجلسا نيابيا مختلفا عن المجالس السابقة التس سبقت حركة الجيش وهذا بالقطع لا يعني اعتزال الجيش بالكامل ولكن تأثيره سيكون بشكل غير مباشر من خلال
رشاد مهنا مثلا في مجلس الوصايا فالأمر الواضح هو أن الجيش قد حل محل الملك في التدخل في الحياة السياسية حين يستدعي الأمر ذلك طالما أن المعتدلين والجيش كليهما تحت السيطرة فالأغلب أن ذلك ليس بالشيء السيئ.
هنا ينتهي التقرير البريطاني الذي كتبه السفير والملاحظ عليه نقطتان في غاية الأهمية.
أولا أن الموضوع خرج عن حيز
الإصلاح الزراعي هل يطبق أم لا، إلى كيف يطبق وأصبح
الإصلاح الزراعي هو محور الصراع بين من أسماهم السفير بالمعتدلين ويضعف من نفوذ المتطرفين ثانيا أن السفير كان لا يزال يأمل في الاحتفاظ بالإطار
الدستوري للنظام السابق من قيام حكومة مدنية مدعومة من مجلس نيابي منتخب تحت ظل نظام ملكي وهو في ذلك لم يتمسك بالنظام القديم كاملا، فهو يعلم علم اليقين أن النظام القديم بفساده كان السبب أصلا في قيام
الثورة وهو إلا أنه رأى بعض
الإصلاحات وعدم تأييد الملك السابق إلا أنه كان يرى استمرار النظام السابق مع الاعتراف بالدور الجديد للجيش الذي حل محل الملك فبدلا من أن يحل الملك البرلمان أو يقيل الوزارة كما كان يحدث في الماضي يعلب
مجلس قيادة الثورة نفس الدور ولا شك أن السفير البريطاني كان مخطئا وواهما في كتلا الحالتين وما زال أسير عصر الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس ولم يدرك المعنى الكامل لحركة الجيش حيث أن هذه الحركة لم تكن مجرد تحرك وحدات عسكرية تحت قيادة ضباط يطمعون في الاستيلاء على الحكم فقط أو تحركهم بعض النوازع المثالية المرتبطة بالإطار السياسي القديم بل كانوا انعكاسا لتطور وانقلاب اجتماعي في المجتمع
المصري ظل يتفاعل طيلة أكثر من ربع قرن حين اشترك الأفندية ولأول مرة في تاريخ
مصر في حكومة الشعب تحت قيادة
الوفد برئاسة
سعد زغلول عام
1924 إلى السيطرة الكاملة لهؤلاء الأفندية على الحكم من خلال أكثر فئات هذه المجموعة تنظيما وقوة أي الجيش جيش
معاهدة 1936 الذي توسع في قبول الأفندية به فكانت ثورة الأفندية العسكرية عام
1952 يما يعني ذلك من سقوط النظام القديم ليس بشقه السياسي
والدستوري فقط بل أيضا بشقه الاجتماعي والاقتصادي.
الانجازات العربية
- توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية.
- اكدت للأمة من الخليج الى المحيط ان قوة العرب في توحدهم وتحكمها اسس اولها تاريخي وثانيها اللغة المشتركة لعقلية جماعية وثالثها نفسي واجتماعي لوجدان واحد مشترك.
- اقامت الثورة تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 .
- قامت الثورة بعقد اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا ثم انضمام اليمن.
- الدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره.
- ساهمت الثورة في استقلال الكويت .
- قامت الثورة بدعم الثورة العراقية.
- اصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية والحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها
- ساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل حتى النصر واعلان الجمهورية * ساندت الثورة الشعب الليبي في ثورته ضد الاحتلال.
- دعمت الثورة حركة التحرر في تونس والمغرب حتى الاستقلال.
الاتجازات الدولية
- لعبت قيادة الثورة دورا رائدا مع يوغسلافيا بقيادة الزعيم تيتو ومع الهند بقيادة نهرو في تشكيل حركة عدم الانحياز مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي .
- وقعت صفقة الاسلحة الشرقية عام 1955 والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي.
- دعت الى عقد أول مرتمر لتضامن الشعوب الافريقية والاسيوية في القاهرة عام 1958. [4]
ردود الفعل
الثورة والوفد
بعد أن تم القضاء على الملك ثم كبار ملاك الأراضي الزراعية من خلال قانون
الإصلاح الزراعي بدأ النظام القديم يتهاوى تحت ضربات القوى الجديدة ممثلة في حركة الجيش وإذا كان النظام الملكي
والدستوري قد استمر من خلال مجلس الوصاية إلا أن أسس ذلك النظام كان يتم القضاء عليها الواحد بعد الآخر وكان الدور الآن على القوى السياسية التقليدية ممثلة في
الأحزاب القديمة بصفة عامة
وحزب الوفد بصفة خاصة فليلة قيام
الثورة كان
مصطفى النحاس زعيم
حزب الوفد ونائبه
فؤاد سراج الدين يصطافان في أوربا لذلك فإن كل علي
زكي العرابي رئيس مجلس الشيوخ حينئذ أن يقابل رجال
الثورة إلى حين وصول زعيم
الوفد من رحلته الأوربية ويبدو أن د.
محمد صلاح الدين قد تحمس للثورة فطالب بالتطهير ليس فقط داخل القصر الملكي إنما أيضا داخل
الأحزاب السياسية وقد عاد
النحاس وسراج الدين ليلة
27 يوليو أي بعد عزل الملك ليجدا نفسيهما في وضع سياسي مختلف تماما عما ألفاه من قبل.
عندما حل
محمد نجيب محل
علي ماهر كرئيس للوزراء ودخل أعضاء
الحزب الوطني الجديد المعروف عنهم العداء الشديد للوفد في الحكومة أصبح الإعلان عن حل
الأحزاب مسألة وقت ففي
9 سبتمبر تم الإعلان عن حل
الأحزاب لإنشاء أحزاب جديدة تتقدم إلى وزارة الداخلية موضحة تنظيمها ومصادرها المالية وأسماء المؤسسين وبعد موافقة وزارة الداخلية عليها يعقد الحزب اجتماعا وينتخب رئيسه وتوضع حسابات الحزب في البنك التي يجب أن تقدم للجمعية العمومية وأي شخص سبق اتهامه بالفساد يحرم من عضوية الحزب وتبعا لذلك فقد أعلن
فؤاد سراج الدين استقالته من الحزب وظل رهن الاعتقال حتى بداية
ديسمبر وفي
16 سبتمبر أعلن عن حل الحزب وتكوين لجنة طبقا لقانون
الأحزاب الجديد من أجل إنشاء حزب وفدي جديد وتم استبعاد هؤلاء الذين كانوا رهن الاعتقال حتى تثبت براءتهم ولكن
الوفد ما كان يتخلى عن زعيمه
مصطفى النحاس باشا وبسبب هجوم
سليمان حافظ وفتح رضوان عليه فقد عقدت اللجنة العليا
لحزب الوفد اجتماعا يوم
27 سبتمبر وقررت فيه عدم تقديم أي أخطار لوزارة الداخلية لتكوين حزب جديد وقرر
مصطفى النحاس تهدئة للأمور أن يتقدم بمرشحين مستقلين في حالة إجراء انتخابات عامة والعمل على إحراج النظام من خلال القضية الوطنية لذلك قرر النظام نقل أرض المعركة إلى داخل
الوفد فقام
محمد نجيب بجولة في البلاد ومن بينها بلدة
النحاس.
في نفس الوقت الذي نشط فيه الوسطاء مثل
بهي الدين بركات ورشاد مهنا ونجحا في الحصول على موافقة
محمد نجيب وسليمان حافظ على تكوين
حزب الوفد الجديد تحت الرئاسة الشرفية للنحاس وأن لا يدخل اسم
النحاس وبعض
الوفديين الآخرين في قائمة المؤسسين وكان ذلك العرض لمدة أربع وعشرين ساعة فقط وكان د.
طه حسين من المحبذين لقبول ذلك العرض حتى لإنقاذ الأموال على أضعف الإيمان، وقد فشلت محاولة سابقة لسحب هذه الأموال حيث ظلت مجمدة تحت حجة أن
الأحزاب لم تعلن بعد.
وحتى ذلك الوقت كان لا يزال شباب وقادة الحزب على إيمانهم بأنه من الممكن التوصل إلى صيغة تفاهم من حركة الجيش وبسبب المفاوضات التي كانت تجرى مع
الإنجليز والوضع الاقتصادي الحرج الذي كانت البلاد تمر به في ذلك الوقت بدأ النظام الجديد يمد أغصان الزيتون من جديد إلى
حزب الوفد على حسب تعبير التقرير البريطاني فتم الإفراج عن المعتقلين في الفترة من
23 نوفمبر إلى
5 ديسمبر وحاول النظام استمالة
أحمد أبو الفتح في غياب شقيقه وفي
6 ديسمبر قام
محمد نجيب بزيارة
النحاس فقام الأخير برد الزيارة.
وبسبب تفسير
النحاس الخاطئ لموقف الجيش الذي فسره على أنه ينم عن ضعف فقد رفض
النحاس التعاون في مسألة
الدستور وانتقد سياسة مجلس
الثورة من
السودان لذلك فإنه عندما أعلن عن تغيير وزاري في 7
ديسمبر وظل
محمد نجيب رئيسا للوزارة
وسليمان حافظ نائبا للرئيس ووزيرا للداخلية كان
فؤاد سراج الدين هو الوحيد الذي فهم أن الجيش كان يلعب من أجل كسب مزيد من الوقت ففي
14 ديسمبر تم الإعلان عن هيئة التحرير وفي 21 من نفس الشهر تم إصدار قانون جديد ضد الفساد قدم على أثره جميع الوزراء حتى عام
1939 لمحكمة خاصة لا تستأنف إحكامها وغالبية أعضائها من الضباط تلك المحكمة كانت بمثابة الإعلان عن إنهاء أي علاقة بين الحكومة
والوفد والتي واكب بداية ظهور أعمال لجان التطهير وقد حاول
الوفدترشيح
عبد الفتاح الطويل نقيبا للمحامين ولكنهم فشلوا أما على ساحة الجامعات فقد نشب صراع بين تحالف وفدي يساري من جهة ضد
الإخوان المسلمين ومؤيدي
الثورة من جهة أخرى وحين تقرر عمل احتفال لتسليم سلاح كتائب التحرير
لعبد الناصر في الجامعة يوم
12 يناير عمل على إفشال ذلك الحفل إلا أن ذلك لم يمنع النظام من أن يضم بعض العناصر
الوفدية مثل د. صلاح الدين
وعبد السلام فهمي جمعه وطه حسين زكي العرابي في لجنة
الدستور.
في ذلك الوقت حاول
الوفد إقامة صلة من جديد مع السفير البريطاني اعتقادا منه أن النظام أصبح ضعيفا إلا أنه في
15 يناير عام
1953 تم اعتقال
فؤاد سراج الدين مرة أخرى وخمسة وعشرين ضابطا وثمانين شيوعيا في نفس الوقت وفي اليوم التالي تم الإعلان عن حل
الأحزاب وفترة انتقالية 3 سنوات وقد نجحت هذه الإجراءات في تحطيم معنويات
حزب الوفد وإحداث انقسام بين صفوفه
فصلاح الدين وطه حسين وعبد السلام فهمي جمعهوأحمد أبو الفتح أعربوا عن تأييدهم للنظام ولهيئة التحرير بشكل اقل هنا تنتهي عرض تقرير بريطاني كتبه السفير عن تطور الأحداث بين
الثورةوالوفد والملاحظ طبعا أن السفير يرجع محالة
الوفد إقامة علاقة معه إلى اعتقاد
الوفد أن النظام الجديد أصبح ضعيفا مما يحتم على
الوفد العودة مرة ثانية إلى القوة التي ظلت مهيمنة على البلاد من قبل أن
بريطانيا العظمى ولكن من الواضح تماما من سياق عرض الأحداث من خلال رؤية الجانب البريطاني أن السفارة كانت تدرك تماما أن أيام
الوفد قد ولت وأن النظام الجديد وأن كان يبدو ضعيفا أحيانا إلا أنه من الذكاء بحيث يلعب من أجل كسب الوقت ولو إلى حين حتى يستطيع أن يكشف عن قوته مرة أخرى تماما كما فعل حين اعتقل قادة
الوفد وأعلن حل
الأحزاب وفي تقرير السفير إلى رئيس الوزراء البريطاني
ونستون تشرشل أنه من الصعب تصور أن
الوفد قادر على تحطيم الجيش أو العكس ولكن الجيش سيحتاج إلى
الوفد في المستقبل في حالة افتقاده إلى الشعبية إذا حدث شقاق في التحالف بين الجيش
والإخوان المسلمين وأن ذلك سيكون في مصلحة
نجيب أولا أو قد يكون من الأفضل له أن يتحالف مع
الإخوان المسلمين.
أما إذا حدث انشقاق داخل الجيش فهل يؤيد
الوفد نجيب أم يشجع الشقاق بهدف القضاء على الجيش بأكمله أيضا إذا تجددت أعمال العنف في
القناة ضد القوات البريطانية فمن الصعب على
الوفد ألا يلبي نداء الوطنية لكن في حالة الفشل فسيكون أول من يطعن النظام من الخل وينهار الجيش حينئذ عندئذ ويكون المؤنس الوحيد للوفد هم
الإخوان المسلمين بعد أن ذهب نفوذ القصر ويؤكد السفير أما ما هو أكيد هو أن
الوفد لم ينته بعد وأنه له نفوذه الذي يمكن إحياؤه وسط رجال الإدارة والعمد وأنه مما لا شك فيه أن قانون
الإصلاح الزراعي قد أثر على كبار الملاك الزراعيين الذين يعتمد عليهم الحزب إلا أن ذلك قد يؤدي إلى أن يكون ما يسمى بالجناح اليساري في الحزب له اليد الطولى داخل الحزب.
بريطانيا
تحمل برقية أرسلت على وجه السرعة في الساعة السابعة إلا خمس دقائق من صباح يوم 23
يوليو النبأ التالي قوات متمردة تحت قيادة ضابط شاب في سلاح الطيران استولت على
القاهرة وتطيعها قوات الشرطة وأرسلت (القوات المثمرة) رسالة خلال أحد أعضاء السفارة الأمريكية أنهم سيقاومون أي تدخل بريطاني وأن هدفهم هو محاربة الفساد فقط وليس لهم أي أهداف خارجية اللافت للنظر هنا ملحوظتان: الملحوظة الأولى هي تعاون رجال الشرطة مع رجال الجيش تعاونا كاملا بحيث بدا الأمر وكأن الشرطة كانت تترقب هي الأخرى عملا ما فما أن تحركت قوات من الجيش حتى تحركت معها الشرطة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار إضراب رجال الشرطة في عام
1948 ثم مذبحة
الإسماعيلية ضد قوات بلوكات النظام في
يناير من نفس العام والملحوظة الثانية دور السفارة الأمريكية التي لعبت دور الوسيط من خلال أحد أفرادها بين القوات المتمردة
والإنجليز فالملاحظ أن القوات المتمردة اختارت الاتصال بالسفارة الأمريكية حتى تنفي عن نفسها تهمة معاداة الغرب أولا ثم العمل على كسب ود
الأمريكان واستخدامهم من أجل تخفيف الضغط عليهم من قبل
الإنجليز من ناحية أخرى وهو ما اشتكى منه
الإنجليز بعد ذلك مر الشكوى.
نعود إلى نفس البرقية التي حددت موقف
الإنجليز من الأحداث الجارية بقولها: وجهة نظر الخارجية كانت دائما تقوم على عدم التدخل لحماية الملك ولكن قادة القوات البريطانية في قاعدة
القناة يودون اتخاذ بعض الإجراءات لحماية قواتهم. وهكذا سقط الملك بلا حماية وهو الذي يظن أن
الإنجليز لن يسمحوا قط للعرش أن يسقط مثلما فعلوا في عام
1882 ولكن توفيق كان غير فاروق وعام
1882 كان غير عام
1952 وخطر
الثورة العرابية كان غير خطر انتشار الشيوعية.
ففي نفس اليوم في برقية أرسلت الساعة الخامسة إلا عشر دقائق ترسل السفارة البريطانية إلى لندن قائلة نحن نرحب بأية حركة في
مصر تهدف إلى القضاء على الفساد كخير سلاح لمقاومة الشيوعية أي حتى لو اضطر إلى التضحية بالعرش والقبول بثورة عسكرية على نمط ثورة عرابي لأن هذه
الثورة وقد أظهرت وحسن نواياها حتى ولو عن طريق إظهار أن لها صلة
بالأمريكان وليس
الإنجليز إلا أنها ما زالت تتبع المعسكر الغربي، ولن تفتح الطريق أمام الشيوعية مثلها كانت سياسات العهد السابق تهدد بذلك.
بل أن السفارة ترسل برقية أخرى في نفس اليوم في الساعة الحادية عشرة وست دقائق صباحا تتحدث فيها عن
الملك فاروق الذي اتصل بالسفير الأمريكي في الثامنة صباحا طالبا منه التدخل من أجل حمايته هو وأسرته وأن كان
الملك فاروق لم يطالب بالتدخل البريطاني تحديدا، إلا أن السفارة البريطانية كانت تعتقد أن ذلك كان هو المقصود لأن السفير الأمريكي اتصل بالسفارة البريطانية وطلب رأيهم فكانت الإجابة واضحة تماما والتي طلب نقلها إلى الملك وهي أن الحكومة البريطانية لن تستخدم قواتها لمثل ذلك الغرض (أي التدخل لحماية الملك) وأن كان سيتم نقل رسالة الملك إلى الخارجية البريطانية في لندن رغم معرفتهم مسبقا بالرد عليها واللافت للنظر هنا أيضا هو التجاء الملك أيضا إلى السفارة الأمريكية لكي تتوسط له بالأعمال في السفارة البريطانية برقيته قائلا أنه في اعتقاده الشخصي أن الضباط الثائرين لن يقدموا أي طلبات خاصة بالملك وأنه (أي الملك) لو التزم بالهدوء فمن الممكن أن يخرج من تلك الأزمة كملك دستوري يكرر كلمة دستوري.
تأكيدا لمغزاها وأن رسولا من
نجيب أول مرة يذكر فيها اسم نجي ذهب إلى السفارة البريطانية وقال أن المسألة داخلية هدفها محاربة الفساد وهكذا نرى أن رأي القائم بالأعمال كانت أن هذه الحركة مجرد حركة تمرد من بعض وحدات الجيش وأنه لو أحسن الملك التصرف فإنه قد يستطيع الحفاظ على عرشه مع تقييد سلطته بقيود دستورية جديدة وقد ردت الخارجية البريطانية في لندن على برقية القائمة بالأعمال
الإنجليزي وأقرته على ما ذكره في برقيته السابقة وتمنت وأن لا يتصرف الملك بواقع من الخوف ونصحت القائم بالأعمال أن يظل على اتصال بها أي الخارجية
الإنجليزية في لندن وأن يصل إلى اتفاق مع
نجيب وفي برقية أخرى من الخارجية البريطانية في نفس اليوم قالت أن الموقف مازال غامضا ولا يجب علينا (أي
بريطانيا) أن نقف بجانب أي طرف،
فنجيب قد يكون حاكم
مصر ويجب تفادي دكتاتورية عسكرية وير حل هو تحول الملك إلى ملك دستوري أن أمكن لذلك يجب تطهير القصر من
كريم ثابت وإلياس
أندراوس لذلك فالخارجية البريطانية تقر نصيحة السفير الأمريكي للملك فاروق بالتزام الهدوء والتضحية ببعض المستشارين الفاسدين ولكن لن نتدخل عسكريا أكرر لن نتدخل عسكريا.
وهكذا نرى أن الخارجية البريطانية كانت ترى أن أفضل حل كان في أن تتمخض هذه الحركة عن تقييد سلطة الملك وأنه في أسوأ الاحتمالات قد يسفر الموقف عن دكتاتورية عسكرية أيا كان الأمر فإن من الواضح أن
الإنجليز قد اتخذوا قرارا لا رجعة فيه بعد التدخل عسكريا تحت أي ظرف من الظروف.
وتبدأ الصورة تتضح للسفارة البريطانية حين يذهب
مرتضى المراغي وزير الداخلية الأسبق إلى السفارة البريطانية في نفس اليوم ليقول لهم أن
علي ماهر الذي كلفه الثوار أن يشكل الحكومة الجديدة مع الضباط المنشقين تحت زعامة كامل صدقي هم الذين قاموا بالانقلاب مدفوعين من قبل الشيوعيين
والإخوان المسلمين وأن لهم
ثلاثة مطالب هي:
2- انتخابات فورية
3- إلغاء الأحكام العرفية.
وأن
الملك فاروق قد انتهى ولا أحد يرى أن نفع منه وأن الانقلاب الأخير يستهدف الملك شخصيا وناشد
مرتضى المراغي بريطانيا أن تتدخل وأنه لو سمح
الإخوان والشيوعيين بإكمال عملهم (في رأي المراغي) فستجري انتخابات على الفور ويتم إصدار قوانين ثورية معادية للرأسمالية ويعقب مستر
كرزويل القائم بالأعمال البريطانية على كلام
مرتضي المراغي قائلا غالبا أن كلام المراغي مبالغ فيه لكن أخشى أن يكون جزءا من الحقيقة أن المنشقين مدفوعون بأفكار متطرفة للرأسمالية وتأتي بعد ذلك الخارجية البريطانية في نفس اليوم 23
يوليو إلى السفارة
الإنجليزية في
القاهرة ترج فيها أن يكون كلام المراغي هي محاولة لحمل
الإنجليزي على التدخل ضد
الثورة بحجة الخطر الشيوعي بعد أن ثبت أنهم لن يتدخلوا لحماية الملك وبعد أن رئيس
الملك فاروق من تدخل
الإنجليز يطلب من السفير الأمريكي أن يساعده على مغادرة البلاد ويحاول
كانري السفير الأمريكي أن تمنع الملك بالبقاء من أجل منع قيام جمهورية متطرفة يؤيده في ذلك القائم بالأعمال البريطاني وأن ذلك يمكن أن يحدث إذا لم يقع تدخل عسكري مباشرة ضد الملك وهو ما لم يحدث حيث ينهار الملك ويغادر البلاد بعد محاصرة قوات الجيش الثائرة لقصر الملك في المنتزه
بالإسكندرية وقد حدد
الأمريكان حالتين فقط للتدخل في حالة وقوعهما أما الحالة الأولى فهو أن يثبت لديها أن الحركة القائمة حركة شيوعية والحالة الثانية أن تتعرض حياة الملك شخصيا للخطر، وهو ما لم يحدث وبعد أن تستقر الأمور برحيل الملك في 26
يوليو يكتب السفير البريطاني معربا عن مخاوفه من انزلاق
مصر إلى الفوضى بعد عزل الملك الذي كان أحد أعمدة الاستقرار في البلاد، وبدأ في التساؤل عن مدي نفوذ
الإخوان المسلمين والعناصر المتطرفة الأخرى في حركة الجيش ويقول أن المطلوب الآن من وجهة نظرة هو تقوية مجلس الوصاية من أجل تفادي فراغ دستوري وأن يكون أحد أفرادها من العائلة المالكية واعتبار حكومة
على ماهر هي السلطة
الدستورية وأن كان يحدد في برقية أخرى أن
الدستور لم يحدد ماذا يحدث في حالة اعتزال الملك الحكم رغم إنه حدد مثلا ماذا يحدث في حالة وفاة الملك ويشيد السفير بنجاح
على ماهر في تعيين الأمير عبد المنعم في مجلس الوصاية مقابل قبول
رشاد مهنا من الجيش أما الثالث فهو السياسي القديم
بهي الدين بركات على حد تعبير السفير البريطاني ونرى من البرقيات التي أرسلها السفير ومن قبله القائم بالأعمال أن
بريطانيا رغم أنها كانت قد اتخذت قرارا بعد التدخل العسكري، إلا أنها كانت تتمنى استمرار الملك في الحكم كملك دستوري من أجل الحفاظ على قدر من الاستقرار في البلاد والحيلولة دون انزلاق
مصر إلى الغرض حيث تكون لقمة سائغة في أيدي المتطرفين سواء من الشيوعيين أو
الإخوان المسلمين.
تتابعت الأحداث بعد ذلك بسرعة فبعد الإعلان عن
الإصلاح الزراعي وإلغاء
الأحزاب أصبح وجود النظام الملكي نفسه أمرا لا معنى له وأصبح الحديث عن الجمهورية وقرب الإعلان عنها مسألة وقت أن لم تكن أمرا محتوما ومن الجدير بالذكر هنا أن
علي ماهر قد عارض في البداية إلغاء الملكية وأعرب لرجال
الثورة عن رفضه في أن يستمر كرئيس للوزراء في ظل نظام جمهوري إلا أنه في نفس الوقت أعلن عن استعداده لقبول رئاسة الجمهورية إذا عرضت عليه وكان الكلام يدور حول الإعلان عن الجمهورية منذ شهر
سبتمبر عام
1952 وقد كتب السفير البريطاني معربا عن رأيه في ذلك الوقت بأنه من غير الحكمة أن تعرض البلاد إلى من الإثارة مرة أخرى في ذلك الوقت وأنه ينوي أن يتحدث مع زميله الأمريكي حول هذا الموضوع من أجل دراسة إمكان معالجة ذلك الموضوع بأكبر قدر ممكن من الكياسة وبعد ذلك بفترة قصيرة يكتب السفير مرة أخرى أن الشائعات تتحدث عن بيان يلقيه اللواء
محمد نجيب يوم 23
أكتوبر سيتم الإعلان فيه عن عزل الملك
أحمد فؤاد ومنع أحفاد فاروق من عرش
مصر وأن بذلك سيتبعه أما الإعلان عن الجمهورية أو تعيين الأمير عبد المنعم ملكا على عرش
مصر ويعقب السفير أنه يميل إلى الإشاعات الثانية وأن كان ليس الآن وهنا نرى أن السفير البريطاني كان لا يزال متمسكا بالنظام الملكي حتى أخر لحظة رغم أن الإعلان عن الجمهورية لم يحدث إلا بعد ذلك بعدة أشهر في 18
يونيو عام
1953 وليس أدل من تعلق السفير بالنظام الملكي السائد من تفسيره لعزل
رشاد مهنا من مجلس الوصاية فأولا كان عزله بمثابة المفاجأة الكاملة له باعترافه هو شخصيا بذلك قد أرجع ذلك إلى وجود خلاف بين
رشاد مهنا ومحمد نجيب حيث كان
رشاد مهنا يؤيد الإعلان عن جمهورية أو الخلافة وكان
محمد نجيب يعارض ذلك ويذكر السفير بيان مجلس
الثورة حول عزل
رشاد مهنا الذي اتهمه بمعارضة
الإصلاح الزراعي والتدخل في شئون الحكومة وأنه على اتصال بالصحافة الأجنبية ففي حديث مع مراسل الإذاعة البريطانية تحدث
رشاد مهنا الذي اتهمه بمعارضة
الإصلاحالزراعي والتدخل في شئون الحكومة وأنه على اتصال بالصحافة الأجنبية ففي حديث مع مراسل الإذاعة البريطانية تحدت
رشاد مهنا عن
السودانوالجلاء عن
مصر وأيد الوحدة بين
مصر والسودان ثم أرسل نص الحديث إلى
محمد نجيب على أن يذاع كبيان صادر عنه وكانت تلك الحادثة هي الفيصل في العلاقة بين مجلسا لثورة
ورشاد مهنا فهو لم يكن من
مجلس قيادة الثورة ويشك أصلا في انتمائه إلى
الضباط الأحرار وعلى الرغم من عدم كونه من
الإخوان المسلمين إلا أنه قد أظهر تعاطفا معهم وكان يعمل على تحويل
الإخوان المسلمين إلى حزب سياسي ليحظى بتأييدهم له ويخلص السفير إلى نتيجة مؤداها أن عزل مهنا سيضعف من الاتجاه نحو الجمهورية.
وبعد عدة أشهر من قيام
الثورة بدأت الخارجية البريطانية في تكوين تصور عام عن النظام الجديد بعد أن كانت تتحسس طريقها في البداية وتتساءل عن الأسلوب الأمثل في التعامل مع هذا النظام فانتهت إلى أن
الثورة قد قام بها عدد من الضباط الصغار وعلى الرغم من توافر المعلومات عن وجود حالة سخط داخل الجيش إلا أن هذه المجموعة من الضباط قد نجحت في إخفاء نشاطها عن السفارة
الإنجليزية ومعظم
المصريين وكان نجاحهم السريع يعود إلى حسن التخطيط من جانبهم وافتقاد النام السابق إلى أي تعاطف شعبي وقد تعاملت
بريطانيا مع النظام الجديد من البداية بحرص وحيطة كاملة خاصة وأن بعض أعضا
الثورة كان لهم علاقات مع الجماعات المتطرفة وخاصة
الإخوان المسلمين على الأقل في الماضي كان رأي
بريطانيا أنه حفاظا على الصالح العام والاستقرار الداخلي فإن كان من الأفضل أن تستمر حكومة مدنية على أسس دستورية وعلى أساس أيدت
بريطانيا وزارة
علي ماهر في نفس الوقت كان اللاحتياطات والإجراءات العسكرية التي اتخذتها
بريطانيا وسط قواتها في قاعدة
القناة أثرها في الحد من اندفاع مجلس
الثورة نحو اتخاذ إجراءات عنيفة أو متطرفة وبحلول شهر
سبتمبر ظهرت على السطح مجموعة من الأحداث كان أبرزها الإعلان عن كشف مؤامرة داخل الجيش اضطرابات فلاحيه وعمالية ظهور
الوفد كقوة سياسية من جديد، اعتقال أربعين من قيادات
الأحزاب والنظام السابق مما دفع
محمد نجيب إلى تشكيل الوزارة بنفسه في 7
سبتمبر عام
1952 قد رأت
بريطانيا في الوزارة الجديدة دخول ثلاثة من العناصر المتطرفة مثل
فتحي رضوان والشيخ
حسن الباقوري في نفس الوقت الذي أصدرت فيه
الولايات المتحدة قبل ذلك بعدة أيام بيانا تؤيد فيه برنامج
الإصلاح الزراعي المرتقب وتشيد به.
وطبقا لمصادر المعلومات البريطانية السرية منها والعلنية فإن الاعتقاد الذي تولد لديهم هو أ،ه رغم أن سياسة النظام الجديد في حقيقتها سياسية إصلاحية إلا أن هدفها النهائي في الأغلب كان بناء القوة الذاتية
المصرية حتى تستطيع استئناف المعركة الوطنية ضد
بريطانيا في نفس الوقت الذي يستطيع فه
مصر أن تحقق هدفها القومي هذا عن طريق استخدام
أمريكا كأداة ضغط ضد
بريطانيا لقبول المطالب
المصرية.
ولكن بعد ثلاثة أسابيع من تشكيل
محمد نجيب للوزارة تشير الدلائل إلى عكس ذلك
فمحمد نجيب الذي كان يبدو صنيعة الضباط الصغار أصبح أكثر ثقة بنفسه مسيطرا على الأمور وإن كانت تقارير السفارة البريطانية والأمريكية في
القاهرة تقول أن العناصر المعتدلة هي التي تسيطر على
مجلس قيادة الثورة إلا أن ذلك لم يمنع من وجود خطرين قائمين: أولا أن هذه المجموعة ممكن أن تخضع لعناصر أو أفكار متطرفة فذلك ممكن أن يحدث عندما تشعر العناصر المتطرفة بالثقة نفسها فتبدأ في الظهور على السطح ثانيا في حال الفشل الداخلي فستلجأ نفس المجموعة إلى التطرف والشيوعية والعداء للغرب ها على افتراض استمرار النظام الحالي ولكن أيضا من الممكن أن يحدث انقسام في القيادة الحاكمة أو انقلاب جديد من قبل
الوفد أو
الإخوان المسلمين أو أي عناصر أخرى معادية للنظام ويخلص تقرير الخارجية البريطانية إلى الاتفاق مع السفارة الأمريكية في
القاهرة على تأييد نظام
محمد نجيب حيث أنه من الواضح أنه لا توجد أي حكومة بديلة تحول دون انتشار الفوضى وأن سياسة
بريطانيا ممكن أن تعمل على الحفاظ على الاستقرار وتنمية الاتجاه نحو الاعتدال خاصة في السياسة الخارجية لذا تطلب وزارة الخارجية إمداد
مصر بمساعدات مالية واقتصادية ومساعدة عسكرية في شكل عتاد أو تدريب أو خبراء على أن ترتبط هذه المساعدات بأسلوب أداء الحكومة
المصرية.
ونقطة الضعف الأساسية في هذه السياسة القائمة على تأييد الاتجاه المعتدل هو أنها من الممكن أن تتحول إلى أداة ابتزاز في يد بعض العناصر من وجهة نظر الخارجية البريطانية حيث أنه من الممكن أن تكثر المطالب
المصرية تحت حجة الحفاظ على الاتجاه المعتدل ويبدو أن
الولايات المتحدة كانت موافقة تماما على هذه السياسة في
محمد نجيب التي نتج عنه خلاف دائم مع السفارة الأمريكية في كل خطوة تؤخذ لأن
المصريين أدركوا ذلك تماما بالنسبة إلى
الولايات المتحدة كانوا على استعداد تام لاستغلال ذلك لمصلحتهم وبالتالي فعلى الحكومة البريطانية أن تصر على أن يكون هناك مقابل لكل خطوة تخطوها
بريطانيا ويبدو من التقرير أن
بريطانيا ما كانت تأمل في استقطاب النظام الجديد عن طريق إغراقه بالامتيازات كما كانت تفعل
الولايات المتحدة بل كانت تفضل الأسلوب القديم في تقديم سياسة العصا قبل سياسة الجزرة بدافع عدم الثقة في النظام الجديد من ناحية خاصة وأنها بدأت تدرك أنه حتى لو أن النظام الجديد ليس شيوعيا كما كانت تخشى فإن أي نظام مهما كان معتدلا معاديا للشيوعية فهو في نهاية المطاف يجب عليه أن يكون معاديا
لبريطانيا بحكم احتلال الأخيرة لبلاده وأنه من الاستحالة على أي نظام ليس فاسدا أو عميلا مثل النظام السابق أن يقبل بالوجود البريطاني وهنا كان تناقض موقف
بريطانيا التي ما كانت ترضي بالنظام القديم لعلمها بأنه فاسد وسيؤدي إلى الشيوعية وما كانت ترضى بنظام آخر لأنه في النهاية سيكون وطنيا يطالبها بالجلاء فمن يرضى به
بريطانيا لن يرضى بها ومن يرضى بحماية
بريطانيا لن ترضى هي به، ومن هنا كان الدور الأمريكي المتزايد الذي عملت
بريطانيا في البداية على تشجيعه ثم بدأت تشكون منه
الولايات المتحدة
بدأ السفير البريطانية في
مصر يشكو أن السفير الأمريكي يسرق منه الضباط أو رجال
الثورة فالخلاف الحقيقي في رأي السفير البريطاني يرجع إلى أن السفارة الأمريكية كانت تظن أن بإمكانهم أن يستخدموا نفوذهم الذي يحاولون أن يبدوه في صفوف الجيش في اتجاه الاعتدال وكان من الصعب التنبؤ بالمستقبل في ذلك الوقت لأن الخلافات بين الضباط بدأت في الظهور فقد كان المشكوك فيه القول أن البلاد بأكملها تقف موقفا صبا وراء حركة الجيش وفي ذلك الوقت
فالإصلاح الزراعي والمشاكل بدأت تظهر في الجيش مثل المؤامرة التي كشف عنها أخيرا وكانت لا شك ليست الوحيدة والضباط المتطرفون الذين يطالبون بنصيبهم في
الثورة ثم أخيرا الاتجاه الواضح
لمجلس قيادة الثورة فيلعب دور أكبر في المسائل السياسية وأخذ الأمور بين أيديهم وليس أدل على ذلك من عدد الضباط الذين تركوا الجيش من أجل تولي مناصب إدارية في الحكومة مما سيؤثر دون شك في درجة كفاءة الجيش القتالية خاصة مع إعادة تنظيم الشرطة وعدائهم ضد الجيش مما سيؤثر على حفظ الأمن والنظام ويقول التقرير أن الجيش إذا أحس بضعفه فسيشعر بالحاجة إلى عمل شيء ما يجذب الأنظار لإقناع الرأي العام الداخلي في
مصر أن حركة الجيش لم تفقد قوة دفعها وأنه إذا كان ذلك حتما فإن الأغلبية أن ذلك سيدفع
مجلس قيادة الثورة إلى مواقف أكثر تشددا. وأن القيد الوحيد على المجلس هو خوفهم من احتمال تدخل
بريطانيا بشكل سافر إلا أنه يبدو أن
الولايات المتحدة فعلت ما بوسعها لإزالة مثل هذا الخوف لدى
مجلس قيادة الثورة فالبيان الذي أصدرته
أمريكا في
3 سبتمبر 1952 ثم البيان الأخر وصفه التقرير البريطاني أنه محاولة من كافري (السفير الأمريكي في
القاهرة) لنهاية
محمد نجيب وزمرته العسكرية على حسب وصف التقرير
الإنجليزي وخلق انطباعا أن
الولايات المتحدة ستساند النظام في
مصر مهما فعل طالما أنهم لن يدخلوا عناصر شيوعية في الحكم، وأنه النظام في
مصرممكن أن يعتمد على
الولايات المتحدة في منع أي تدخل بريطاني ورغم تفهم
بريطانيا لدوافع أخرى لزيادة نفوذه عند الجيش إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب زيادة نفوذ المتطرفين في
مصر الذين يعتقدون أنهم من الممكن أن يلعبوا بورقة
أمريكا ضد
بريطانيا ومن المفهوم أن
الولايات المتحدة لا تملك وسائل التهديد بالعنف في الخف مثل
بريطانيا ولكن ذلك لا يعني أن يستخدما العسل حسب تعبير التقرير مع
المصريين دون أن يدركوا أن ذلك لا ينفع وأن
بريطانيا لا تهتم بذلك مادام لا يؤثر ذلك على مركزها ونفوذها في مر وهو ما حدث فعلا بدفعنا إلى التساؤل عن دور
أمريكا في ذلك الوقت فالواضح من كلام السفير
الإنجليزي أن
أمريكا كانت على استعداد تام لتأييد النظام الجديد طالما لا يضم أي عناصر شيوعية فهل انتهز
عبد الناصرفرصة أزمة
مارس بعد ذلك ليتخلص من الضباط الشيوعيين في مجلس
الثورة من أمثال خالد محيي الين وقبل ذلك يوسف صديق وبذلك يطمئن
الأمريكان حتى ينجح في استخدامهم ضد
بريطانيا على نحو ما حدث بالفعل.
معرض الصور
A waving, shouting crowd demonstrates against Great Britain in Cairo on Oct. 23, 1951 as tension continued to mount in the dispute between Egypt and Britain over control of the Suez Canal and the Sudan. Police used tear gas to disperse Cairo mobs and fired into other crowds in Alexandria. (AP Photo)
A huge banner demanding release of political prisoners is carried by Egyptians in a procession through Cairo streets on Nov. 14, 1951 as a three-day 'Hate Britain' campaign is started. It is part of the Egyptian attempt to get the British out of Egypt and the Egyptians into the Sudan. Most of the political prisoners are members of the Moslem Brotherhood. (AP Photo)
British troops search for guerrillas in the sniper-ridden southwest section of Ismalia, Egypt, Jan. 19, 1952, after an outbreak of violence in the area, during which two soldiers and a nun were killed, and nine other soldiers were injured. (AP Photo)
A British Centurion tank mounts guard as British troops search for guerrillas in the sniper-ridden southwest section of Ismalia, Egypt, Jan. 20, 1952, after an outbreak of violence in the area, during which two soldiers and a nun were killed, and nine other soldiers were injured. (AP Photo)
With their hands on their heads, some of the Egyptian police are escorted by British troops, from the police stations at El-Hamada and Tel-El-Kebir, to the local railway station in El-Hamada, Jan. 16, 1952. The British army were trying to capture guerrillas who had been sniping at British troops. (AP Photo)
British bren-gun carriers occupy a commanding position during the search for guerrillas in the sniper-ridden southwest section of Ismalia, Egypt, Jan. 19, 1952, after an outbreak of violence in the area, during which two soldiers and a nun were killed, and nine other soldiers were injured. (AP Photo)
Egyptian police in action against British troops during the two-day skirmish in the outskirts of Suez, Jan. 3, 1952. Egyptians charged the British with aggression and claimed to have killed 15. The British say they were engaged in a mopping-up operation following sniping attacks in the area of the water-plant and claim to have killed 23 Egyptians. British casualties were six wounded, say British authorities there. Egyptian casualties, as given by the Egyptian authorities, were 38 wounded. (AP Photo)
A soldier from the British 16th Parachute Brigade, left, keeps guard over Egyptians herded behind barbed wire in Ismalia, in the Suez Canal zone of Egypt, Jan. 22, 1952. Whilst these men were being screened, houses were being searched for arms and ammunition. Most of the men were later released. (AP Photo)
With hands on their heads, Egyptian policemen are marched towards a prison camp area in Ismalia, Egypt, Jan. 25, 1952, after their capture in fierce fighting between British troops and Egyptian police. They are guarded by a soldier from the Lancashire Fusiliers. (AP Photo)
Egyptian police officers are held prisoner by British troops after a battle in Ismalia, Egypt, Jan. 25, 1952. Egyptian police opened fire on British troops after refusing to surrender their arms, and the British troops with tank support returned their fire. Forty two policemen were killed and fifty eight wounded in the battle and over 800 were disarmed when the battle ended. Four Britains were killed and nine wounded. (AP Photo)
This is a general view of a demonstration taking place at Opera Square in Cairo, Egypt, Jan. 25, 1952. (AP Photo/Stanislav Yavorsky)
British troops, protected by armored car at left, rush into action in Ismailia, Egypt on Jan. 25, 1952 during fierce battling with Egyptians. Action is taking place outside the Egyptian police headquarters where the British fought the police and their guerrilla followers. (AP Photo)
A slogan "Down with England" is written in chalk on a street in Cairo, on Jan. 25, 1952. (AP Photo)
A crowd marches towards Shepherd Hotel in Cairo, Egypt on Jan. 25, 1952. (AP Photo)
iew of the Rivoli Cinema, in Cairo, Egypt, Jan. 26, 1952, as it was burns during the rioting. A large crowd watches as firemen attempt to extinguish the blaze. (AP Photo)
Aerial view of the remains of the burnt out 'Cicurel', Cairo's biggest department store, in Cairo, Egypt, Jan. 26, 1952, after it was burnt out the previous day by rioters. The building is on Cairo's Fouad First Avenue. (AP Photo)
Egyptian women struggle with Cairo police on Jan. 26, 1952 as they are ousted from bank two days ago during anti-British disorders. Women were preventing customers from entering bank. Rioting Egyptian crowds ran wild through Cairo screaming anti-British, pro-Russian slogans. (AP Photo)
View of the remains of the burnt out 'Cicurel', Cairo's biggest department store, in Cairo, Egypt, Jan. 26, 1952, after it was burnt out the previous day by rioters. The building is on Cairo's Fouad First Avenue. (AP Photo)
In the centre is part of the famous Shepheards Hotel, in Cairo, Egypt, Jan. 27, 1952, after it was burned the previous day by rioters. In the foreground are the wrecked offices of Trans World Airlines. (AP Photo)
British Military Police affix "Out of bounds" posters to the walls in the Arab section of Ismalia, Egypt, March 20, 1952. The British Army is pulling out of the area after clearing it of terrorists and having many battles between Egyptian police and British troops. (AP Photo)
Abdel Hamid Metwally el Mattat is carried from Cairo court by Egyptian policemen, March 24, 1952 after he had been sentenced to 15 years at hard labor for complicity in last January’s riots in the city. The prisoner is alleged to have roamed Cairo in a jeep, distributing rags soaked with petrol to demonstrators. (AP Photo)
Mohamed Ezzedin waves his arms and struggles with police as he protests the sentence of ten years at hard labor given him by a military court in Cairo, Egypt on March 23, 1952. Ezzedin was sentenced for his part in the arson, looting and destruction which took place during last January's riots in the city. Eight more youths were given jail sentences on March 23 in connection with the riots, which caused 67 deaths and millions of dollars in fire damage. (AP Photo)
Fields guns take up a commanding position on the road to Heliopolis in the northern suburbs of Cairo on July 23, 1952 following the bloodless coup effected by the Egyptian army under the direction of Major-General Mohamed Neguib Pasha. Mohamed Neguib Pasha has proclaimed himself commander-in-chief of the Egyptian army. Hilaly Pasha has tendered his one-day-old cabinet’s resignation. King Farouk has asked Aly Maher Pasha to form a new cabinet. (AP Photo)
During a coup d'etat led by General Muhammed Naguib, an Egyptian army tank and field guns are drawn up in front of the royal Abdin Palace, in Cairo, on July 26, 1952. Appointed Premier Ali Maher Pasha issued an ultimatum to King Farouk I, forcing the Egyptian monarch to abdicate. (AP Photo)
General Mohamed Neguib Bey,who engineered the recent coup d'etat, broadcasts to the people of Egypt, in Cairo July 24, 1952. After the bloodless coup Aly Maher Pasha took office as Premier and on July 26 issued an abdication ultimatum to King Farouk. The king abdicated in favour of his seven-month-old son, Prince Ahmed Fuad, and left the country for Italy on his royal yacht. (AP Photo)
CAIRO, EGYPT - 1952: Meeting of the Egyptian "Free Officers" in Cairo in 1952. The Free Officers forced King Faruq 23 July 1952 to leave the throne and replaced him by his son King Fouad. Mohammed Nagib (2R) Gamal Abdel Nasser (3R) Anwar al-Sadat (From 4L). Others are unidentified. (Photo by AFP/Getty Images)
During a coup d'etat led by General Muhammed Naguib, Egyptian army tanks and field guns are drawn up in front of the royal Abdin Palace, in Cairo, on July 26, 1952. Appointed Premier Ali Maher Pasha issued an ultimatum to King Farouk I, forcing the Egyptian monarch to abdicate. (AP Photo)
General Mohamed Neguib Bey, centre in uniform, who engineered the recent coup d'etat in Egypt, with newly appointed Premier Aly Maher, in sunglasses, at Maher's office in Alexandria, July 26, 1952. Maher has just delivered an abdication ultimatum to King Farouk. The king abdicated in favour of his seven-month-old son, Prince Ahmed Fuad, and left the country for Italy on his royal yacht. (AP Photo)
Ex-King Farouk of Egypt made his first public statement since he went into exile, at a press conference on the terrace of Hotel Eden Paradiso at Anacapri, Italy on July 31, 1952, where he and his party are staying. Left to right: Queen Narriman; baby-King Fuad II; Farouk; Princess Fawzia; Princess Fadia; nurse (reportedly English); Princess Ferial (completely hidden behind nurse); as they prepare for posing for pictures on the terrace of Hotel Eden Paradiso. (AP Photo/Mario Torrisi)
General Mohamed Naguib Bey, who engineered last week's coup D'Etat in Cairo, gives a press conference at the Egyptian Army general headquarters in Cairo on July 31, 1952, Redently. The new commander in chief of the Egyptian armed forces had just returned to the city from Alexandria. He was there when King Farouk Abdicated in favor of his young son Ahmed Fuad. (AP Photo)
Textile workers rounded up by Egyptian police and troops squat outside the Misr spinning factory at Kafr el-Dawar, Egypt on August 21, 1952, following rioting there in which nine people, including a policeman and two soldiers were killed. The factory was damaged by violence and fire. A military court is hearing charges against 29 of the workers. Another worker, 21 year old Mustaf Khamis was sentenced to be hanged after he was found guilty of being one of the principal instigators of the recent strike and riots. (AP Photo)
Egyptian feminist Doria Shafik (L) meets 08 August 1952 with Egyptian Chief Army Commander General Naguib in unlocated place. Doria Shafik (1908-1975), an Egyptian feminist, poet, publisher, and political activist, participated in one of her country's most explosive periods of social and political transformation. During the '40s she burst onto the public stage in Egypt, openly challenging every social, cultural, and legal barrier that she viewed as oppressive to the full equality of women. As the founder of the Daughters of the Nile Union in 1948, she catalyzed a movement that fought for suffrage and set up programs to combat illiteracy, provide economic opportunities for lower-class urban women, and raise the consciousness of middle-class university students. AFP/Getty Images
New Egyptian premier, Mohamed Naguib Bey is seen shortly after he accepted leadership, Sept. 7, 1952. (AP Photo)
During the last two days, October 9 and 10, 1952 yelling demonstrators have marched through the Cairo streets shouting Nationalist slogans, threatening the British Embassy and inflicting damage on British and French business premises. The incidents which included the damaging of the offices of the French Air Liquide and the British Thompson Houston Firms, followed the denouncement by the Egyptian Premier Nhas Pasha, of the 1936 treaty which gave Britain certain military rights on the Suez Canal. As a result of the riots police have cordoned off the British Embassy. The British Thompson Houston and French Air Liquide premises are seen locked and guarded after being raided in Cairo, Egypt on Oct. 10, 1951. (AP Photo)
Egyptian frontier guards stand to attent during a military parade in Cairo's Ismail Square on Oct. 23, 1952 in celebration of '90 days of Freedom.' The day marked the end of the first three months of major general Mohamed Neguib’s rule. In an address, premier Neguib stated that Egypt was prepared to fight for the liberation of the Nile valley. (AP Photo)
Lt. Colonel Gamal Abdel Nasser, 36-year-old leader of the Revolutionary Command Council of Egypt, is seen during a public appearance to win support for his governing revolution council, on August 1, 1954, at an unknown location. (AP Photo)
A large crowd storms into the Ministry Council Headquarters 28 March 1954 in Cairo, during a demonstration supporting the revolutionary regime. AFP/Getty Images
A large crowd demonstrates in front of the Ministry Council Headquarters 28 March 1954 in Cairo, during a demonstration supporting the revolutionary regime. AFP/Getty Images
General Mohamed Neguib (L) and Colonel Gamal Abdel Nasser leave the last Revolutionary meeting late 23 February 1954. AFP/Getty Images
A vengeful mob stand around the headquarters of the fanatic Muslim Brotherhood in Cairo, Egypt on Oct. 27, 1954, after putting it to the torch in retaliation against on October 26 attempted assassination of Premier Gamal Abdel Nasser in Alexandria. A Cairo announcement said that a Brotherhood member fired eight shots at Nasser. The arrest of 60 more Brotherhood members, including four of its supreme councilmen, also was announced. (AP Photo)
Mohammed Farghali, centre, a Muslim Brotherhood leader, found guilty planning the attempted assassination of Egyptian Premier Gamal Abdel Nasser at Alexandria on Oct. 26th, is escorted to the execution chamber, in a Cairo Prison, Dec. 7, 1954, where he was hung. (AP Photo)
This crowd of enthusiastic female admirers of Gamal Abdel Nasser gathered outside his Cairo residence on Jan. 22, 1956, to cheer him after he proclaimed a new Egyptian constitution that promised new rights for women. The feminine contingent hopes the right to vote will be one of their new liberties. (AP Photo)
Egyptian Premier Gamal Abdel Nasser waves to a crowd of people as he stands in an open car moving through the streets of Cairo, Egypt on June 19, 1956. Nasser announced at a rally in Republican Square that martial law in Egypt is ended, that the revolution council which has ruled Egypt since King Farouk was deposed is dissolved, that Egypt's new constitution will be ratified and that a new president will be elected. (AP Photo)
Egyptians crowd the tops of telegraph poles in Cairo, Egypt on Oct. 1, 1970, for a grandstand view of President Gamal Abdel Nasser’s funeral procession. (AP Photo/Eddie Adams)
Drawn on a gun carriage the flag-covered coffin of President Abdel Gamal Nasser passes through dense crowds in Cairo, Egypt on Oct. 1, 1970. (AP Photo/Dennis Lee Royle)
Praying at the Nasser Mosque in Cairo, Egypt for the late President Gamal Abdel Nasser, on Oct. 2, 1970, from left are; Libyan Head of State, Moammer Gadhafi; United Arab Republic Provisional President Anwar El Sadat; Sudan Head of State, Gaafar Nimeiry; Algerian President Houari Boumediene; Palestinian Liberation Organization leader, Yasser Arafat; Hussein El Shafey, member of Supreme Executive Committee of Arab Socialist Union; Sheikh Mohammed Faham, Rector of Al Azhar University. In second row, at either side of the head of Faham, are two sons of late President Nasser, Abdel Hakim, right, and Khalid Abdel Nasser, left. (AP Photo)
In this June 14, 1974 file photo Presidents Anwar Sadat and Richard Nixon shake hands for photographers as they pose in front of the pyramids at Giza, near Cairo. (AP Photo/Horst Faas)
United Nations soldiers and journalists attend the historic signing of the Kissinger Agreement, bringing peace between Israel and Egypt in a deal brokered by the US Secretary of State Henry Kissinger. (Photo by Keystone/Getty Images)
President Jimmy Carter stands center stage flanked by Egyptian President Anwar Sadat, left, and Israeli Prime Minister Menachem Begin as the three leaders shake hands following the signing of the Middle East peace treaty at the White House in Washington, March 27, 1979. The ceremony took place outside the Executive Mansion on the North Lawn. (AP Photo)
An undated picture shows late Egyptian President Anwar Sadat (L) waving to a crowd as Vice-President Hosni Mubarak (R) laughs beside him standing in a convertible vehicle. AFP PHOTO/AFP/Getty Images
Egyptian soldiers fire on Egyptian President Anwar Al-Sadat while reviewing a military parade in honor of The October 1973 War, on October 06, 1981 in Cairo. The assassination is attributed to muslim extremist group Muslim Brotherhood. MAKARAM GAD ALKAREEM/AFP/Getty Images
Egyptian soldiers tend to wounded after an attack on the reviewing platform which killed Egyptian President Anwar Sadat in Cairo, Egypt, on Oct. 6, 1981. Six others were also killed by members of the Al Jihad movement, religious extremists within Sadat's army, who opened fire during a military parade commemorating the eighth anniversary of the Arab-Israeli War of Oct. 1973. (AP Photo)
Egyptian security forces crowd around the doorway of a building in Cairo, Oct. 6, 1981, where Egyptian President Anwar Sadat was taken after he was shot while watching the military parade. Sadat was taken away from the parade via helicopter, left, while the body of a slain security guard lies on the ground at right. (AP Photo)
Vice-President Hosni Mubarak casts his vote, 13 October 1981, during a national referendum to decide whether he will succeed the slain President Anwar Sadat as leader of Egypt. Mubarak came to office as Egypt’s fourth president after late President Anwar Sadat was slained by a group of military Islamist fundamentalists with allegiance to the Al-Jihad during a military parade 06 October 1981 and remained in power until resigning after a wave of popular protests in February 2011. TOM HARTWELL/AFP/Getty Images
انظر أيضا
المصادر
وصلات خارجية