علي الرغم من أن ثقافة التطبيل ليست حديثة العهد علي مجتمعنا ، ولا أبالغ إن زعمت بأنها راسخة منذ القدم في ثقافتنا وعاداتنا، حيث يتصور البعض أنها المفتاح السحري لكسب الود والرضا من علية القوم أو من بيده القرار، ليس هذا فحسب بل هي الطريق السريع للحصول علي مكاسب أو مصالح شخصية غير مستحقة.


ورغم أن كلامي هذا سيغضب الكثيرين، إلا أنه لابد من أن الاعتراف بكل شجاعة أن إعلامنا سواء القومي أو المستقل غارق في هذه الثقافة الانتهازية ، وللأسف الشديد أصبحنا نعيش في أسوأ عصور الإعلام بعد تنامي عدد المطبلاتية في كل المنابر الإعلامية بلا استثناء، وتصدر أسماء وأقلام للمشهد الإعلامي تدعي وطنية زائفة من أجل تحقيق أهدافها الشخصية ! والغريب أن شرائح كثيرة من المجتمع فقدت القدرة علي التمييز بين الصدق والكذب، بين الحقيقة والزيف، لدرجة قد تصيب من يملك قلما حرا بنوبات من اليأس وخيبة الأمل والتوقف عن الكتابة لبعض الوقت !

وتزداد دهشتي عندما أري الصمت الرهيب من المجتمع أمام سيل الشتائم والسباب والإسفاف في الكثير من البرامج التي تطلق علي نفسها " برامج التوك شو"، بل وعدم النفور من الخوض في الأعراض أو التشكيك في الأديان ! والسماح لعدد من مقدمي البرامج الحوارية بالتحول إلي خبراء سياسيين واستراتجيين لا يشق لهم غبار لدرجة تجعلهم يتحدثون أكثر من الضيوف في بعض الأحيان!
كلنا مذنبون و شركاء مع هؤلاء المطبلاتية ، شركاء بصمت البعض وتأييد البعض الأخر لأي تجاوز أو انحراف عن الأخلاقيات ، نعم شركاء بجهلنا تارة وعدم البحث عن الحقيقة والتسليم بكل ما يقال أو يكتب تارة أخري، شركاء لأننا سمحنا لهم بالتلاعب بعقولنا ووجداننا ليحققوا مصالحهم الشخصية !
لن يجد أي مطبلاتي تربة خصبة يزرع فيها أكاذيبه سواء في الإعلام أو في أي قطاع أو مؤسسة من مؤسسات الدولة، إذا وجد وعي مجتمعي ينبذ ثقافة التسليم بالأشياء، ويُعمل العقل ويرفض سياسة القطيع !
وهي بالنسبة لشريحة أخري من الناس درع الأمان الذي يحصن صاحبه من غدر السنين أي " الضهر الذي يحتمي به" أمام صعوبات الحياة . وهناك فريق ثالث يكفر بهذه الثقافة ويري أنها نفاق منهج يؤثر بالسلب علي المجتمع الذي يدفع ثمنا غاليا يتمثل في حرمانه وتهميشه وسيطرة حفنة قليلة من المنافقين علي المكاسب والعطايا !
وللمطبلاتي صفات هي : التلون السريع بدون أي تفكير أو ضمير نحو من يمتلك القوة أو السلطة حتى لو كان من أشد معارضيه في السابق. كما أن المطبلاتي أناني بطبعه ولا يفكر في غيره، بل قد يتسبب في تشويه وإيذاء من يطبل له بقصد أو بدون قصد ومع هذا لا يتوقف زحفه نحو هدفه أو مصلحته ! وهو انتهازي لا مثيل له ، ولكي ينجح لابد أن يمتلك أدوات تساعده في أداء عمله أولها : الكذب، والقدرة علي تزييف الحقائق ، فضلا عن التكييف والتعايش مع الأوضاع مهما صعبت في سبيل تحقيق مأربه ، بالإضافة إلي أن غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الواسطة والمحسوبية تمثل عوامل مساعدة لكل مطبلاتي !
وللمطبلاتي صفات هي : التلون السريع بدون أي تفكير أو ضمير نحو من يمتلك القوة أو السلطة حتى لو كان من أشد معارضيه في السابق. كما أن المطبلاتي أناني بطبعه ولا يفكر في غيره، بل قد يتسبب في تشويه وإيذاء من يطبل له بقصد أو بدون قصد ومع هذا لا يتوقف زحفه نحو هدفه أو مصلحته ! وهو انتهازي لا مثيل له ، ولكي ينجح لابد أن يمتلك أدوات تساعده في أداء عمله أولها : الكذب، والقدرة علي تزييف الحقائق ، فضلا عن التكييف والتعايش مع الأوضاع مهما صعبت في سبيل تحقيق مأربه ، بالإضافة إلي أن غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الواسطة والمحسوبية تمثل عوامل مساعدة لكل مطبلاتي !
ورغم أن كلامي هذا سيغضب الكثيرين، إلا أنه لابد من أن الاعتراف بكل شجاعة أن إعلامنا سواء القومي أو المستقل غارق في هذه الثقافة الانتهازية ، وللأسف الشديد أصبحنا نعيش في أسوأ عصور الإعلام بعد تنامي عدد المطبلاتية في كل المنابر الإعلامية بلا استثناء، وتصدر أسماء وأقلام للمشهد الإعلامي تدعي وطنية زائفة من أجل تحقيق أهدافها الشخصية ! والغريب أن شرائح كثيرة من المجتمع فقدت القدرة علي التمييز بين الصدق والكذب، بين الحقيقة والزيف، لدرجة قد تصيب من يملك قلما حرا بنوبات من اليأس وخيبة الأمل والتوقف عن الكتابة لبعض الوقت !
وتزداد دهشتي عندما أري الصمت الرهيب من المجتمع أمام سيل الشتائم والسباب والإسفاف في الكثير من البرامج التي تطلق علي نفسها " برامج التوك شو"، بل وعدم النفور من الخوض في الأعراض أو التشكيك في الأديان ! والسماح لعدد من مقدمي البرامج الحوارية بالتحول إلي خبراء سياسيين واستراتجيين لا يشق لهم غبار لدرجة تجعلهم يتحدثون أكثر من الضيوف في بعض الأحيان!
كلنا مذنبون و شركاء مع هؤلاء المطبلاتية ، شركاء بصمت البعض وتأييد البعض الأخر لأي تجاوز أو انحراف عن الأخلاقيات ، نعم شركاء بجهلنا تارة وعدم البحث عن الحقيقة والتسليم بكل ما يقال أو يكتب تارة أخري، شركاء لأننا سمحنا لهم بالتلاعب بعقولنا ووجداننا ليحققوا مصالحهم الشخصية !
لن يجد أي مطبلاتي تربة خصبة يزرع فيها أكاذيبه سواء في الإعلام أو في أي قطاع أو مؤسسة من مؤسسات الدولة، إذا وجد وعي مجتمعي ينبذ ثقافة التسليم بالأشياء، ويُعمل العقل ويرفض سياسة القطيع !
لم أك أنظر باهتمام كبير إلي إطلاق هذا المسمي ـ في عهود مختلفة ـ علي مؤيدي السلطة، إذ كان تأثيرهم ـ جد محدود ـ ولم يستطيعوا ـ أبدا ـ أن يكونوا جزءا مؤثرا في الحالة العامة، وكانوا شخصيات كاريكاتورية باعثة علي الضحك بأكثر منهم محفزين علي النقاش أو التحاور أو حتي التصادم.
ولكنني أقف ـ باهتمام حقيقي ـ أمام النوعية الجديدة المعاصرة من المطبلاتية، إذ بلغوا قدرا هائلا من الجرأة وتمنطقوا بالصوت العالي والحناجر القوية، واعتلوا منابر هامة في الإعلام والصحافة، وأعلنوا ـ بوضوح ـ أنهم رجال السلطة الحالية، رغم أن تلك السلطة لم تكلفهم بما يقومون به، ولا طلبت إليهم مثل تلك الأدوار.. ويزيد الطين بلة أنهم أضافوا إلي سيطرتهم علي الصحافة ووسائل الإعلام تشكيلهم لمليشيات إليكترونية تحاكي تلك التي أسسها دعاة الفوضي إبان عملية يناير، أو رموز ونجوم الإرهاب من جماعة الإخوان الإجرامية، فصاروا يمتلكون الساحة الإعلامية ويسيطرون علي فضاءات إبداء الرأي،
ولكنني أقف ـ باهتمام حقيقي ـ أمام النوعية الجديدة المعاصرة من المطبلاتية، إذ بلغوا قدرا هائلا من الجرأة وتمنطقوا بالصوت العالي والحناجر القوية، واعتلوا منابر هامة في الإعلام والصحافة، وأعلنوا ـ بوضوح ـ أنهم رجال السلطة الحالية، رغم أن تلك السلطة لم تكلفهم بما يقومون به، ولا طلبت إليهم مثل تلك الأدوار.. ويزيد الطين بلة أنهم أضافوا إلي سيطرتهم علي الصحافة ووسائل الإعلام تشكيلهم لمليشيات إليكترونية تحاكي تلك التي أسسها دعاة الفوضي إبان عملية يناير، أو رموز ونجوم الإرهاب من جماعة الإخوان الإجرامية، فصاروا يمتلكون الساحة الإعلامية ويسيطرون علي فضاءات إبداء الرأي،
ويستحوذون علي مقدرة توجيه الاتهامات أو شن الحملات العقورة المسعورة علي كل من يحالفهم الرأي بادعاء أنهم يقفون ضد أعداء النظام ويحمون الدولة، لا بل هم يتبرعون ـ مجانا ـ بتلك الهجمات علي كل من يشعرون تجاهه بالإحن أو بالرغبة في الإزاحة والنفي والحصار والإقصاء من أي ساحة تنافس يتصورونها ويتخيلون أنها تجمعهم وهؤلاء المنافسين حتي لو كان هؤلاء المستهدفون بالهجوم هم جزءا من الماضي، إذ يصبح ماضيهم هذا براحا مستباحا للنهب والسلب وادعاء نفس الماضي لفئة المطبلاتية زاعقي الصوت، ومالكي كل وسائل التأثير التي تمكنهم من ذلك الادعاء.
وبقول واحد هذا الوضع ضد السلطة الحالية، لا بل هو ضد كل سلطة، وبما ما فتح الباب له هو حالة الاستماتة في إقصاء بعض الناس بعد عملية يناير، وإخراجهم عنوة من المشهد، وبما فتح الباب أمام جيوش من المطبلاتية يتصورون أن الساحة دانت لهم، بلا علم أو موهبة أو تاريخ أو مقدرة أو تراكم أو إنجاز ويحسبون أنهم صاروا رجال السلطة الحالية.
وبقول واحد هذا الوضع ضد السلطة الحالية، لا بل هو ضد كل سلطة، وبما ما فتح الباب له هو حالة الاستماتة في إقصاء بعض الناس بعد عملية يناير، وإخراجهم عنوة من المشهد، وبما فتح الباب أمام جيوش من المطبلاتية يتصورون أن الساحة دانت لهم، بلا علم أو موهبة أو تاريخ أو مقدرة أو تراكم أو إنجاز ويحسبون أنهم صاروا رجال السلطة الحالية.
إرسال تعليق